لم يتحدث نتنياهو اليوم أمام الكنيست الثانية أي الكونغرس الأمريكي عن رؤية إسرائيل للسلام مع الفلسطينيين ولم يتحدث بشيء محدد ولا طلب واضح وإنما خلط الأمور جميعا وتحدث كالأخرق الذي يصفق له مجموعة من السكارى ,و تحدث بغير اتزان وكأنه يعاني كابوس معين ,وعبر حديثة هذا اعتقد انه تفوق على اوباما و أبو مازن وأن خيار دولة فلسطينية على حدود العام 1967 ويعتقد بعض المحللين الإسرائيليين ممن طبلوا لنتنياهو وخطابه بالكونغرس الامريكى أن نتنياهو نجح في التصدي لسياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية و كما واعتقد بعض المحللين المحسوبين على التطرف الصهيوني للأسف أن نتنياهو سحق أبو مازن لمجرد انه تحدث بلهجة حادة ومطالب لم يفهما احد سوي انه يعيش كابوس اسمه الوحدة الفلسطينية والتوجه للأمم المتحدة . لقد تحدث نتنياهو أمام الكونغرس وهو في حالة ارتباك شديد فاقت أي تصور لدرجة انه فقد توازنه السياسي عندما دعا الرئيس أبو مازن أن يمزق المصالحة مع حركة حماس مقابل الاعتراف بالدولة الفلسطينية , واعتقد انه يستطيع أن يغري الرئيس أبو مازن بقبول هذا العرض الأحمق لأنه لا يعرف أن الفلسطينيين لا يمكن أن يقبلوا بدولة مقابل تخليهم عن وحدتهم ورص صفوفهم ,ولا يعرف أن الوحدة الفلسطينية هي المقدمة الأولى لدولة فلسطينية ثابتة وقوية, ومن ثم حاول أن يقدم إغراء أخر للرئيس أو مازن عندما عرض علية الاعتراف بالدولة اليهودية مقابل اعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة , وعاد وكرر أن على أولئك الذين يدعون إلى السلام ويريدون نهاية لهذا الصراع.... عليهم معارضة مشروع الأممالمتحدة للدولة الفلسطينية لان الدولة الفلسطينية لا يمكن أن تتم إلا بالتفاوض فقط وعاد و قال أن المفاوضات مع الفلسطينيين مفاوضات عبثية وبدون فائدة ,هذا كلام غير منطقي لان السلام عادة ما تقره الهيئات والمؤسسات الدولة والأممية و ليس دولة الاحتلال نفسها , وإن دل هذا على شيء فانه يدل على أن نتنياهو يخاف الأممالمتحدة بالرغم من وعود أمريكا بالوقوف بجانبه و في وجه الفلسطيني الذين يواجهوا بقوة سياسية لم تسبق من قبل . لقد اخرج اللوبي الصهيوني الأمريكي وكافة اللجان الصهيونية تمثيلية الكونغرس الأمريكي بعناية فائقة وكان أعضاء الكونغرس لم يسمعوا نتنياهو يتحدث من قبل في السياسية ولا يعرفوا انه سياسي ماهر يستطيع أن يقنع الجميع بالعدول عن السلام في المنطقة و يبقي حالة التهويد و الاستيطان هي الحالة الوحيدة التي تفرض السلام من منطق الاحتلال والقوة , وما يدلل أن أعضاء الكونغرس الأمريكي جميعا حفظوا الدور وصفقوا كثيرا لنتنياهو وبشدة للدرجة التي استغرب منها كافة المراقبين وكانت هي المرة الأولى في تاريخ أمريكا أن يصفق الكونغرس لحاكم يهودي إسرائيلي متطرف مثل نتنياهو وهذا ما يدلل أن أعضاء الكونغرس الأمريكي لا يردون لإسرائيل أن تخسر أكثر من ذلك عبر قيام دولة فلسطينية وإقرارها على حدود العام 1967 بقرار دولة ويريدوا إيقافها بأي شكل كان للدرجة التي استطاعوا أن يقنعوا نتنياهو بلا تراجع أن يستخدم الفيتو الأمريكي مرة أخري ليحبط مشروع القرار الاممى. يقولوا أن نتنياهو صعد على الشجرة ولم يستطيع اوباما ولا وزارة خارجيته أن يجبر نتنياهو على النزول بسهولة لمجرد الرغبة الأمريكية في صنع سلام بأقل سقف يقبله العالم العربي متناسين بذلك أن من حني الأكتاف ليركب عليها نتنياهو ويصل إلى الشجرة هم الأمريكان وهم أول من قاد نتنياهو وغيره من الساسة الإسرائيليين إلى التطرف بالشرق الأوسط والتعامل بمبدأ أن هذه الدولة فوق الجميع و فوق القوانين هم الأمريكان ,ومن ساعد إسرائيل على التمادي في احتلالها للأرض العربية الفلسطينية هم الأمريكان , واليوم اثبت المصفقين من الكونغرس الأمريكي أنهم حنوا ظهورهم ليمتطيهم نتنياهو ويعرض مصالحهم في العالم العربي للخطر لان الشعوب العربية بالفعل تريد تغير واقع الصراع وتريد أن تنهي التحيز الأمريكي لصالح إسرائيل و تصل بالفلسطينيين إلى السلام من خلال دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف و العودة لكافة اللاجئين والمهجرين والنازحين . لقد فقد نتنياهو التوازن السياسي عندما ربط السلام والدولة الفلسطينية بسحب الفلسطينيين مشروع التقدم للأمم المتحدة للاعتراف بهم كدولة عضو وفي الأممالمتحدة لها الحق في تقرير المصير أسوة بالعديد من الشعوب التي أقرت الأممالمتحدة حقهم في تقرير مصيرهم , كما فقد نتنياهو توازنه السياسي عندما خير الفلسطينيين مرة أخري بين وحدتهم واعتراف الاحتلال بدولتهم , و فقد توازنه عندما دعا العالم المحب للسلام أن لا يعترف بالدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة , و فقد توازنه عندما عاد وخير الفلسطينيين باعترافه بدولتهم في الأممالمتحدة مقابل اعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة إسرائيل , ويبدوا واضحا من هذا كله أن نتنياهو لا يعرف ما يريد ولا يوجد في جعبته سوي كابوس الدولة الفلسطينية والأممالمتحدة . خاص بالوكاد