تطرقت خطبة الجمعة الماضية لسماحة المفتي لهموم الشباب وقضاياهم بشكل موسع ,وركزت على موضوع البطالة بخاصة وتبعاتها وانعكاساتها الخطيرة على المجتمع . ومن هذا المدخل نأمل ونطمح من سماحته من نفس بوابة (فقه الواقع) التي تناول فيها أثناء خطبته المؤثرة الضافية هموم وشؤون أبنائنا الشباب , أن لايغفل موضوع بناتنا الشابات فيما يتعلق بنفس الموضوع ومصادر الرزق الطيب الحلال الذي يسبل عليهن ثياب العفاف والكفاف، ويسمو بكرامتهن الانسانية عن التذلل والحاجة ( فالمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) ولعل لغة الأرقام المستقلة الحيادية تفضي بنا إلى الواقع الصعب المؤلم الذي يحتم علينا تمهيد الطرق وفتح سبل للرزق الطيب البعيد عن الخبث ومصادره الملتوية لعدد كبير من المتعلمات والخريجات وسواهن من القادرات الراغبات . فنسبة البطالة بين النساء القادرات على العمل وبحاجة ماسة إليه بحسب احصائيات وزارة العمل بلغت 28% وهي نسبة كبيرة تقارب الثلث , مقارنة ببطالة الرجل التي تقدرها الاحصائيات المعلنة ب (7%) فقط , علما أن مايقارب 79% من العاطلات من حاملات الشهادة الجامعية , فلنا أن نتخيل الهدر الاقتصادي الكبير الذي تعاني منه الدولة على المستوى الاقتصادي فأولئك الفتيات اللاتي أنفقت الدولة المليارات على مدى عشرات السنين لتدريبهن وإعدادهن , يعجزن عن ايجاد طريق سالكة باتجاه سوق العمل في ظل سوق مكتسحة من اليد العاملة الأجنبية . هذا مايتعلق بالمرأة المتعلمة بينما هناك العديد من النساء مابرحن في أماكنهن المعهودة يبعن ويشترين في الأسواق وهو المشهد المألوف للمرأة العربية منذ الاستقرار المدني عبر التاريخ , لكن كل الذي تغير ياسماحة المفتي أنهن يفترشن الأرض وينثرن بضائعهن فوق الأرصفة عرضة للضياع والهباء , بينما من خطط الأسواق في المدن الحديثة (هداه الله) يرفض أن يمنحهن دكانا صغيرا يحصنهن من شرور العباد وتقلبات الطقس ويفضل عليهن عاملا آسيويا طارئا على المكان وأهله . العائلة السعودية تحتل المرتبة الأولى من حيث نسبة الإعالة في المملكة حيث الدخل الواحد للرجل في ظل التضخم والارتفاع المهول في ثمن السلع لايفي بمتطلبات المعيشة وهو الأمر الذي يحتم مساهمة المرأة في دخل الأسرة , فدخولها لمجال العمل المتناسب مع قيمها ومع طبيعتها بالتأكيد فيه خير كبير على الناتج القومي المحلي حيث ترتفع معدلات الادخار, ويؤدي ذلك إلى تعزيز الاستثمارات ورفع درجة النمو الاقتصادي. أما انخفاض معدلات مشاركة العنصر النسائي فيسهم في زيادة العبء الاقتصادي على المواطنين وانكماش كبير في النشاط الاقتصادي على جميع المستويات . إما النسوة اللاتي بلا معيل من أرامل ومطلقات ومهجورات فهن فاجعة أخرى تضيق بها مساحة المقال , بعد أن بات دأبهن دفق ماء وجوههن على بوابات الجمعيات الخيرية وأهل الخير في درب خطرة مليئة بضعاف النفوس والذئاب ومقتنصي قلة حيلتهن وهوانهن على الناس.. نقلا عن الرياض