بعد أن انشغل الإعلام العالمي بمكوناته المرئية والمكتوبة والمسموعة بالتسريبات الأخيرة لموقع التسريب الإعلامي وكيليكس والتي أعلنت من خلالها أن ما يقرب من ربع مليون وثيقة سرية تم الحصول عليها بشكل أو أخر سيتم نشرها وتسليمها للصحافة خلال الأيام القادمة جاء تصرف إدارة الرئيس اوباما الضعيف وقرر تعيين (راسل ترفيرز) الخبير في مكافحة الإرهاب "على رأس جهود شاملة لتحديد وتطوير الإصلاحات الهيكلية المطلوبة عقب تسريبات ويكيليكس" كما واصدر مذكرة اعتقال وملاحقة دولية (ل اسانج) مؤسس الموقع حسب البيت الأبيض وهذا إجراء ضعيف وتافه يضع العديد من علامات الاستفهام أمام القصة الكبرى للوثائق وتسريبها وصحتها والهدف من هذا التسريب والدور الرسمي ولاستخباراتي الذي ستلعبه الولاياتالمتحدةالأمريكية وعملائها بالعالم خلال فترة التسريب هذه ...! . مازال العالم يتابع مجمل التسريبات وعناوينها للتعرف على الأدوار الخفية للكثير من القادة بالعالم و علاقاتهم مع المخابرات الأمريكية (سي أي ايه) و التي من خلالها كانت وزارة الخارجية الأمريكية ترسم تحركاتها بالعالم , ويبدوا أن العالم بالفعل اندمج في الكثير من هذه التسريبات بالرغم من تفاهة الكثير منها, صدق بعضها أو لم يصدق , بل أن بعض الدول و وزراء الخارجية بالعالم سارعوا بالإعلان عن عدم وجود أمور سرية بين وزارتهم و وزارة الخارجية الأمريكية تحسبا احترازيا من ظهور بعض الوثائق التي تعكر عمل تلك الوزارة بتلك الجهات من العالم . تشابكت الوثاق جملة وتفصيلا منها ما جاء على شكل أخبار كانت بين سطور التقارير الصحفية بالسابق فلم تكن جديدة ,ومنها ما جاء بقصد إرباك وقلقلة الأوضاع الداخلية لبلد من البلدان و منها ما جاء لصالح أمريكا نفسها وخاصة إدارة البيت الأبيض الحالية , ومنها ما كان يحمل رسالة ما إلى بعض قادة الدول مفادها أن يتعاطوا أكثر مع الإدارة الأمريكية وإلا فان المزيد من الوثائق سوف يتم تسريبها وخاصة الوثائق التي تعد من الدرجة الأولى بالسرية , وهنا لا بد وأن نعرف أن الوثائق الأمريكية تتدرج بالسرية بحيث تندرج تحت سري وسري جدا وسري جدا جدا. أي لا يمكن لأحد الاطلاع عليها إلا رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية ومن يشملهم معرفة هذه الوثائق وهم أشخاص اقل من عدد أصابع اليد الواحدة فقط , ومهما كانت درجة سرية التقارير و الوثائق والمراسلات والبرقيات فان كشفها بهذا الحجم و بهذه الآلية يعني أن الولاياتالمتحدة أصبحت إما دولة فشلت في إدارة وثائقها السرية والحفاظ عليها ضمن أسرار الدولة الداخلية و الخارجية واستطاع احد المجندين المخنثين من اختراق كافة البرامج والخزائن التقليدية و الالكترونية والوصول إليها وإرسالها بالتالي إلى الوكيليكس ,وإما أن إدارة البيت الأبيض قصدت التسريب وقصدت كل ما يلحق بالتسريب من إجراءات لأهداف قد تكون داخلية وخارجية فيما يعني إدارة الرئيس اوباما , و أرجح أن هناك برنامج هام شرعت تنفذه إدارة البيت الأبيض بمساعدة وكالة استخباراتها التي ترغب أن ينشغل العالم في مواجهة هذه العاصفة الجديدة التي تعتقد أنها تخيف الجميع إلى فترة ما ...؟ لا اعتقد أن الولاياتالمتحدة واستخباراتها وعملاء الأمن القومي و (أف بي أي) و( سي أي ايه) وصلوا إلى هذا القدر من الضعف في يوم وليلة لان يتسرب ربع مليون وثيقة تطال كل أنحاء العالم والغريب أن هذه الوثائق لا تطال الأوضاع الداخلية الأمريكية ذاتها ولا تتعرض لأية وثائق من شانها تأليب الجبهة الداخلية الأمريكية ضد الرئيس اوباما نفسه أو حتى موظفي الدولة في إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن وهذا ما يضع أمامنا العديد من علامات الاستفهام ؟؟؟ . يبدوا أن هناك أمرا ما يدار بالخفاء تريد المخابرات المركزية الأمريكية أن يتم بلا ضجة وبلا رياح تهب لتنقل بعض أخباره وتضعها هنا أو هناك وإلا لما كانت هذه الوثائق قد سربت , و يعتقد البعض أن هذه الوثائق قد سربت بهدف آخر وهو الاطلاع على حالة رد الفعل للعديد من البلدان بمنطقة الشرق الأوسط ومناطق الصراع والمناطق الساخنة بالعالم ,وعبر ردة الفعل هذه تستطيع إدارة الرئيس اوباما انجاز تدخلات في سياسات هذه الدول أكثر عمقا مما يتيح للإدارة الأمريكية و استخباراتها اللعب بإرادات الشعوب دون إدراك ذات الشعوب , و يعتقد البعض الآخر أن تسريب هذه الوثائق قد جاء بقصد وإعداد وبرمجة لان صلاحية هذه الوثائق قد انتهي فلم يكن بالفعل ما يقارب ربع مليون وثيقة هي وثائق سرية ,فقد طعمت ببعض أخبار التوقعات و بعض أخبار التحليلات وبعض أخبار التنسط ,وبعض أخبار التفاهمات السرية الحقيقية والوهمية بين الإدارة الأمريكية وحلفائها بالعالم لهدف سري جدا لا يتعامل معه إلا نفر قليل من إدارة العمليات المركزية الأمريكية السرية. عاصفة وكيلكيس سوف تستمر لان إدارة العمليات المركزية بالبنتاجون تريد لها أن تستمر إلى أن تنتهي المخابرات المركزية من المهمة الكبيرة التي تنفذها وهذه المهمة التي بدأت أحداثها في مكان ما ببعض الدول بالعالم و تدور بالتزامن في العديد من البلدان المستهدفة منها , لعلني اليوم بت أميل إلى تحليل يؤكد أن عمليات استخباراتية بالغة الدقة تجري في العديد من البلدان أولها إيران والسعودية وقطر والكويت بالطبع ومصر, وإسرائيل ليست بعيدة عن هذه العمليات لكن دور إسرائيل المحدد من قبل إدارة العمليات المركزية يبقي تجهز إسرائيل لدور داعم فقط أو دور تمويهي إجرائي وليس كدور وثائق الوكيليكس , لهذا فأنني اجزم أن عاصفة الوكيليكس مقصودة والتسريب والنشر هي بتوجيه وإخراج أمريكي رسمي على أعلى المستويات الأمنية ,وإلا لكانت إدارة اوباما قد سقطت وتهاوت وأعلن عن انتخابات مبكرة لإنقاذ سمعة ومصداقية أمريكا التي تخسر حلفائها كل يوم وبالتالي ستخسر مصالحها في كل مكان . [email protected] خاص بالوكاد