عدّ البرمجة اللغوية خزعبلات ووصف أصحابها بالمهرجين!! المزيني: ثقافتنا محكومة بالرأي الواحد والقضايا الدينية اجتماعية بامتياز الوكاد – الرياض عقدت الاسبوع الماضي في النادي الادبي في الرياض شبه محاكمة لفكر الدكتور حمزة قبلان المزيني ، حيث استنطقه الكاتب والشاعر محمد الهويمل في منتدى الحوار عن كتابه : ثقافة التطرف . وقد احدثت مداخلات الحضور ما لم يتوقعه المزيني والهويمل . صحيفة الاقتصادية نشرت تغطية لما حدث . في جلسة جديدة من منبر الحوار ، استضاف محمد الهويمل الكاتب الدكتور حمزة المزيني في لقاء أخذ شكلا حواريا تركز على كتاب \"ثقافة التطرف\" الذي أصدره المزيني أخيرا، حيث نجح الهويمل الذي قدم نفسه هذه المرة كخصم لضيفه وهو ما كان له دور كبير في التقاطع مع كثير من الأمور التي يطرحها المزيني في كتابه المكون من عدد من مقالاته التي أثار بعضها جدلا صحافيا في فترة سابقة. ضيف الأمسية الذي قال إن كتابه يحتوي على \"الكثير من التناقض\" انطلق من تعريف التطرف وأسهب بعدها في الحديث عن بعض المسائل التي أخذت جانبا ضبابيا أو واجهت نقدا أو انتقادا من قبل الحضور, ومن ذلك قضية الرق التي شهدت رؤى متنوعة بين الإحالات الدينية كالتي طرحها الدكتور محمد النجيمي والتقييم الإنساني الذي تمسك به حمزة المزيني. من ناحية أخرى, تمسك المزيني برأيه في نقد مبدأ سد الذرائع حيث اعتبر أن جانبا منه يدخل في ادعاء علم الغيب في وقت لا يدري فيه أحد عما يمكن حدوثه، كما أشاد بفكرة الحلول السلمية في التعامل مع القضايا السياسية, واعتبر أن الانتفاضة الفلسطينية السلمية نجحت في فضح السياسات الإسرائيلية ، وفي رد على أحد الأسئلة حول الفرق بين خطاب الصحوة وخطاب العلماء اعتبر المزيني أن الأول يقوم على تطلعات أممية لا تتحدث عن الوطن، أو أدلجة سياسية تتلبس الدين بينما يعتمد الثاني على تقديم خطاب فقهي وشرعي وغير مؤدلج. كما جدد المحاضر موقفه الرافض لعلم البرمجة اللغوية العصبية واصفاً القائمين به بالمهرجين والغشاشين، وقال\"هناك كثير من الخزعبلات الموجودة في أمريكا التي تتخفى بهيئة العلم\" خاتما كلامه بنفي أي اعتبار علمي عن البرمجة اللغوية وبعبارة \"لم أعرف في حياتي أي إنسان محترم تعلمها أو سعى إليها\" الدكتور النجيمي قال إن الرق مباح في الإسلام, وإن إلغاءه من حق ولي الأمر, وتبعا لما يراه من مصلحة للأمة، واعترض على طرح المحاضر حول أهمية اعتماد الفرد على نفسه في البحث عن المصادر، كما أشار إلى أن الانتفاضة لم تكن سلمية كما ذكر المزيني، بعدها تحدث النجيمي عن إشادة العلماء بالصحوة ولم ينفِ وقوعها في كثير من الأخطاء، قبل أن يتوجه بالسؤال إلى المحاضر \"كيف تشيد بالوحدة العربية وتنتقد الأممية الإسلامية ؟\" واعتبر أنه قد وقع فيما يحذر منه !! في حين شبه النجيمي الجانب التنبؤي في مسألة سد الذرائع بما يفعله الاقتصاديون والمحللون ومختصو الأرصاد الجوية من توقعات لا تعني بالضرورة ادعاء معرفة ما سيحدث. عاد المزيني ليعلق بأن الحديث عن إباحة الرق يمثل \"قضية مفزعة\" وأوضح أن الإسلام رسالة لا تتطلب التعقيد، كما أشار أن الحل السلمي لا يعني بالضرورة التنازل عن الحقوق المشروعة وأن هذا المبدأ نجح في تجاوز أصحاب القضية إلى كونه كذلك جعل الكثير من الناشطين في أمريكا وبريطانيا يواجهون سياسات حكوماتهم . من جانبه انتقد الدكتور محمد الأسمري الضيف قائلا إنه يحتاج إلى منهجية في طرحه, كما انتقد الهويمل على اقتباسه بعض العبارات من الكتاب, واصفا قراءاته بالانتقائية والمنتزعة من السياق معلقا بقوله: \"لقد عانينا من القراءات الخارجة عن السياق فهي مصدر التطرف\" خاتما بتفاؤله في أن الحوار وإعادة صياغة المناهج قد تسهم في تعزيز الأمن الداخلي, وامتدح ما يتمتع به الدين الإسلامي من قدرة على التطور ومرونة على المستوى الفكري، في حين انتقد الدكتور صالح زياد طريقة إدارة الحوار ووصفها \"بالجنائية\" وقال كذلك إنه لا يوجد مجموعة تشير إلى ذاتها بوصفها متطرفة، بينما تداخل القاص والكاتب عبد الواحد اليحيائي من منطلقات تاريخية ولغوية وسياسية أيضا, حيث طالب بتحرير المصطلح, وتحديد مفهوم \"الوسطية\", مشيرا إلى تعدد مفاهيمها بين السياسي والاقتصادي والاجتماعي وغيرها، كما تساءل عن نجاح النظام الديمقراطي في الغرب بتحرير الرق قبل الإسلام. في حين رأى إبراهيم الخريف أن التركيز على الجانب الوعظي قد يؤدي أحيانا إلى إفراغه من المضمون في ظل غياب الفعل المواكب للقول والأكثر صعوبة منه بالضرورة، كما دافع عن علم البرمجة اللغوية العصبية معتبرا أن جهل المزيني بهذا الجانب قد يكون أثر في قناعاته نحوه. ضيف الأمسية عاد ليختم بتعليقات مقتضبة هادئة على المداخلات والأسئلة ، حيث صنف كتابه على أنه مجموعة مقالات صحفية وليس أبحاثاً علمية, وهو ما بدا تبريرا لما وجده البعض من عدم منهجية في موضوعاته، وقال المزيني في شأن آخر\" يجب أن ينصرف علماء النفس والاجتماع لدراسة القضايا الدينية فهم مؤهلون علميا ومنهجيا لاكتشاف ما يمكن أن يفوت على بعض المختصين في العلوم الشرعية \" وأضاف \"القضايا الدينية اجتماعية بامتياز فهي تؤثر في الناس وتتأثر بهم\" وقال في تعليق على مداخلة الدكتور صالح زياد حول تفكيك أحادية الصوت والبحث عن التعدد\"ثقافتنا محكومة بالرأي الواحد ولا تقبل اجتهاد الآخرين\", معتبرا كذلك أن التعدد يمثل غنى وليس تشتتا. حضور جيد شهد الأمسية أثبت مجددا نجاح فعالية منبر الحوار في الحفاظ على \"فعاليتها\" وتأثيرها، حيث حضر اللقاء عدد من المثقفين والأدباء منهم وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الدولية الدكتور أبو بكر باقادر, والدكتور منصور الحازمي, والدكتور مرزوق بن تنباك وغيرهم.