في ظفائرها رأيت الليل يفتح سؤدده لها ، ويوحي للنجوم بالتنحي ، ليتوجها ملكة على عرش قلبي ، فيمنحها روحه المنبثقة من بين الثنايا المخمليه ، ويحمل إليها هدايا الجنان فيعيد اليها ايام الصبا الورديه ، وضحكات الطفولة وشقاوتها في زقاق المخيم . ودميتها العصا المصلبه صغيرة ومكسوة ثوبا اخاطته لها خالتي ومحشوة بقطع القماش البالية ، تُباهي بها بنات الجيران ، هذه من صنع امي واختي الكبرى ما عادت لذكريات الطفولة معنى عندما تتحدث امي عن طفولتها، كم تمنيت شوقا ان ألعب معها بيت بيوت ، واركض معها في أزقة الطرقات ، وأضحك حين تضحك مع بنات الجيران لتثير بشقاوات الطفولة الحجر ، وتدغدغ الجدران ، واقفز معها بين السناسل الحجرية في حاكورة جدي ، ونشاكس الكرم فنقطف العنب حصرما ونأكل منه ثم نرميه او نضعه لدلال جذوره ، وحين نجوع نأكل بعض اللوز من الشجرة او تفاحة او حبة من اليوسفي او قطف من عنب أو حبة تين من احد مختارات اشجار جدي . وطاحونة الهواء المهجوره ... وتلة الرمل تجاورها .. والعشب الأخضر يغطي رصيف النهر فتتربع عليه وردة الدفلة ... والأقحوان ... ورائحة الشومر الأخضر .. وصوت الهدهد ينادي الحنين ... يا ربيع بلادي اشتقتك ... حبيبتي التي لا اخاف حين تغمرني بدفئها ، واتنعم بجمال عطرها ، وتسكن جنباتي انفاسها ، وهل هناك عشق يفوق عشقها ... وحب يغلب حبها ... هي زهرة القلب المحب يحبها حبا مع الأيام زاد سناها ، هي نجمة ما في السماء بحسنها من ذا يباريها جمالا او بهاءا ، هي نسمة الربيع .. وورد الشقيق .. وحرف عذب رقيق .. هي امي ما استطعت ولن استطيع وصفها او رد بعضا من فضلها علي مهما حاولت او فعلت .. ويكفيني في الدنيا رضاها .