تدين باكستان بشدة قرار المحكمة الهندية اليوم بتبرئة المجرمين المسؤولين عن هدم مسجد بابري التاريخي في عام 1992 بمدينة أيودا الهندية. استغرق الأمر ما يقرب ثلاثة عقود لاتخاذ هذا القرار بشأن العمل الإجرامي الذي تم بثه على الهواء مباشرة وحدث نتيجة التخطيط المسبقة وتحريض المتهمين من حزب بهاراتيا جاناتا و حزب وشوا الهندوسي المتشدد VHP وغيرهم من قادة الأحزاب الهندوسية المتعصبة، مما يظهر جليا للعالم أن القضاء الهندي المستوحى من نظرية الهندوتفا المتعصبة للهندوسية قد تأثر فعلا بشكل بائس. وقد أدى هدم المسجد عام 1992 إلى أعمال عنف طائفية بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا و قدأدت إلى مقتل الآلاف. فإذا كان هناك مظهر من مظاهر العدالة في ما يسمى بأكبر "ديمقراطية" العالم، فإن الأفراد الذين تفاخروا بارتكاب العمل الإجرامي علنًا، لم يكن بالإمكان إطلاق سراحهم على هذا المنوال. وهذا هو مظهر آخر من مظاهر القضاء المتكيف في ظل نظام الحاكم للحزب بهاراتيا جاناتا و راشترية الهندوسية المتطرفة BJP-RSS، حيث تتقدم أيديولوجية "هندوتفا" المتطرفة على جميع مبادئ العدالة والأعراف الدولية. وتطالب باكستان الحكومة الهندية بضمان سلامة الأقليات وأمنهم وحمايتهم وخاصة المسلمين وأماكن عبادتهم وغيرها من المواقع الإسلامية التي يدعون بها المتطرفون الهندوس والمتعصبون. ويتوقع من المجتمع الدولي والأممالمتحدة والمنظمات الدولية ذات الصلة أن يلعبوا دورها في حماية مواقع التراث الإسلامي في الهند من نظام هندوتفا المتطرف وضمان حماية الحقوق الدينية للأقليات في الهند. هذا و في وقت سابق، شارك وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في الاجتماع الافتراضي لمجموعة أصدقاء تحالف الأممالمتحدة للحضارات (UNAOC) وذلك بمناسة احتفالات بالذكرى السنوية الخامسة عشرة لتأسيسه والذي استضافته كل من إسبانيا وتركيا. وسلط وزير الباكستاني خلال مشاركته الضوء على الارتفاع المقلق لظاهرة الإسلاموفوبيا والتي تتجلى في بيانات الأحزاب اليمينية المتطرفة والفاشية و أعمال تسييس الحجاب والرقابة عليه، واليقظة الوحشية ضد مستخدمي لحوم الأبقار وحرق القرآن الكريم والتخريب المتعمد للرموز الإسلامية والأماكن المقدسة ومحاولات تحريض من خلال نشر رسوم كاريكاتورية خبيثة، كما حث الوزير الباكستاني المجتمع الدولي على ضرورة بناء الجسور واحترام أديان ومعتقدات الآخرين. وجدد وزير الخارجية الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء باكستان إلى حظر الاستفزاز المتعمد والتحريض على الكراهية والعنف عالميا و طلب من الأممالمتحدة تخصيص يوم دولي لمكافحة الإسلاموفوبيا.