في امسية أقامها مركز عبدالرحمن كانو الثقافي بمملكة البحرين استضاف المركز محاضرة بعنوان "السياحة التراثية وسكة الحجاز" القاها الباحث السعودي الاستاذ علي بن يوسف اليوسف وأدارها الأستاذ علي عبدالله خليفة وبدأ الأستاذ علي اليوسف المحاضرة بكلمات عبر فيها عن حبه ومدى ارتباطه الوثيق بمملكة البحرين التي حصل فيها على شهادة البكالوريوس في الإعلام والعلاقات العامة بجامعة البحرين, وأشار إلى ارتباطه الوثيق وعشقه لسكة الحجاز منذ نعومة أظفاره عندما قام بزيارة للمسجد النبوي في صغره مع والده ومشاهدته لبقايا القطار والتصوير معه وحمله لتلك الذكرى في قلبه وذاكرته السنوات الطوال لتستقر فكرة أطروحته للماجستير على بحث علمي يخص سكة الحجاز ليبين مدى أهميتها تاريخيا والمنافع الاقتصادية التي من الممكن تحصيلها من المواقع التراثية والسياحية لهذه السكة التاريخية.
كما أشار اليوسف إلى أهم المنافع الاقتصادية المتحصلة من السياحة كتحسين الناتج المحلي ورفع معدل النمو الاقتصادي وضخ العملات الأجنبية في الاقتصاد، وأضاف أن السياحة التراثية تمثل شكلا من أشكال السياحة وهي تعني زيارة الأماكن التي تعكس الماضي بتاريخه وحضارته كالمواقع التراثية مما يساهم في إنعاش الاقتصاد المحلي وخلق الفرص الوظيفية والعقارية والاستثمارية وزيادة إيراد مواقع الجذب التراثي, وأكد أن السياحة التراثية شهدت نموا متزايدا على مستوى العالم بتأكيد من منظمة السياحة العالمية.
وعرض اليوسف أهم معالم السياحة التراثية في المملكة العربية السعودية وما تجتذبه من السياحة والمنافع الاقتصادية بشكل سنوي.
وعرف اليوسف مصطلح مواقع السياحة التراثية بأنها مواقع الجذب السياحي التي تعكس الماضي وتعطي للزوار تجربة الأصالة المليئة بقيم التراث والتاريخ.
وسرد اليوسف تاريخ سكة الحجاز الذي يعود إلى عام 1900 م وقال ان فكرة السكة كانت بمثابة ضرب من الخيال في حينها عندما قرر السلطان عبدالحميد الثاني فكرة إنشائها فقد كانت الإمكانيات محدودة واستغرق تجهيزها وقتا طويلا جدا لأسباب جمة وأهمها كانت الأجواء الحارة التي عانى منها العاملين على إنشاء السكة مما أدى لوفاة العديد منهم أثناء تشييدها وقد امتدت السكة من دمشق وصولا لمنطقة المدينةالمنورة ومرورا بتبوك والعلا وكان الهدف الأساسي من إنشائها نقل الحجاج من تركيا إلى الأراضي المقدسة إلا أنه ولأسباب سياسية تتعلق بالحرب العالمية الأولى لم يتم مد خط سكة الحجاز حتى مكةالمكرمة.
وبعد عرض فلم وثائقي قصير يحكي تاريخ سكة الحجاز شدد اليوسف على ضرورة حفظ وصيانة هذا المعلم الأثري المهم والعمل على جعله مقصد سياحي للجميع وذكر المحاولات التي تمت في سبيل صيانة سكة الحجاز وإحيائها على مدى السنوات الماضية وكانت أخر تلك المحاولات في ديسمبر من العام 2014 حيث تم فتح المكان وإنشاء متحف سكة الحجاز الذي يسمح للزوار بدخول المكان
هذا وقد شهدت الامسية حضورا لافتا من قبل عدد كبير من المهتمين والمتابعين والمثقفين والاعلاميين من كلا المملكتين السعودية والبحرين كما خلقت المداخلات والتعقيبات التي طرحها الحضور واجاب عليها المحاضر جوا من التفاعل بين المحاضر وجمهور الامسية .