عظم الله أجرك زوجتي أمل في الغالية والدتك، عظم الله أجركم خالات أبنائي ومقام أخواتي، عائشة ومنى وهدى ونوال وإيمان وابتسام وشيخة ووفاء، عظم الله أجركم د. عصام وخالد وسامي الخرْساني في غاليتنا جميعًا. عظم الله أجري في نسمة من روحي، خالتي .. ماما علياء.. إلى رحمة الله. كيف لي أن أتحدث عن ماما علياء، كيف لإنسان أن يتحدث عن روحه، كيف لي أن أتحدث عمن خلقه الله ليكون جميلًا وينثر الجمال. ماما علياء رحمها الله ربما حرمت نفسها من أيسر حقوقها، خوفًا من أن تقوم بما قد تظن أنه يزعج أحدًا. ماما علياء .. ماذا عساي أن أقول؟ عشت معك أربعة عشر عامًا، لم أرَ منكِ إلا جميلًا، حاولت استذكار لحظة أزعجتني منك، أقسم لم أتذكر إلا خيرًا. ماذا عساي أن أقول عن إنسانة سلبياتها محاسن؟ حين يتحدثون عن سلبياتك ماما علياء يقولون كريمة! سخية! طيبة! واصلة بزيادة! هذه سلبياتك يا ملاك! أنا زوج صغرى بناتها، ولأنها كانت نفس لطيفة تحب النكتة والمزاح وتجيده، كانت تقول لي: "فاتك يا محمد الدلال، جيت وأنا ما فيني حيل أدلل!" وحقيقة إن كان هناك ما هو أكثر من الدلال فهو الذي نالني منها، كنا نتبادل المزاح وكأننا أقران، كانت رحمها الله تتقبل مني النكتة بدون حواجز. كنت أسميها فتاة الغلاف، كنت أقول جمالك يفوق فتيات الغلاف، كانت نفسيتها شابة جميلة، تتقبل مني هذه الدرجة من المزاح، وتضحك لها كثيرًا. ما عساي أقول ماما علياء؟ كانت راوية تجيد الحكاية، لا يُمل لها مجلس، كانت من الروائيات المحترفات اللاتي تتمنى أن تسمع منهن الحكاية ألف مرة. مذ عرفت ماما علياء وهي تقوم الليل لله، وتهلك مالها بالصدقة لله، وكلماتها يعطرها اسم الله، اللهم إنها عندك الآن يا الله، فأكرمها يا الله! ياربي قذفت في قلوبنا حبها، ياربي فأحبها، ياربي وأعطها ما تحب، ونولها كوثر نبيك صلى الله عليه وسلم، والهناء بجمال وجهك سبحانك. ربي اربط على قلوبٍ طالما أحبت ماما علياء، طالما ملأت ماما علياء حياتهم بهجة، والآن .. والآن .. يفتقدون ماما علياء. ماما علياء .. نفتقدك! خرجت للتو من بيت الحبيبة ماما علياء رحمها الله، لم نكن في مجلس عزاء، كنا في مجلس مريح، رفرفت عليه وفيه روحها الجميلة. كنت أناديها خالتي علياء، فنهتني وقالت أنا مو خالتك، أنا أمك، فصرت أناديها كما يناديها أبناؤها "ماما علياء"، وأفتقدها الآن كما يفتقدونها. ذقت الفقد مع أبي، ثم ذقته مجددًا مع خالتي فاطمة، والآن أذوقه مع ماما علياء، فارحمهم جميعًا ياربي.. ربي وارحمني! لكل من واسانا بالغالية ماما علياء والدة زوجتي، لقد كانت كلماتكم ودعواتكم تصل أعماق أعماق قلبي. بعمق الحب الذي لماما علياء، شكرًا لكم. ماما علياء .. إلى الله سبحانه .. وإلى جنان الخلد .. ويبقى معنا عطر ذكراك، حين نفتقدك، يواسينا .. أحبك ابنك: محمد بن عبدالرحمن الزامل الخميس، الثالث من نوفمبر 2016