وقع عدد قياسى من الدول يصل إلى 175 دولة أمس الجمعة اتفاق باريس التاريخي بشأن تغير المناخ لإنقاذ الأرض الأم من الخطر المتنامي والمتمثل في الاحترار العالمي. وفي إظهار غير مسبوق للوحدة والعمل في تاريخ الأممالمتحدة الممتد إلى 71 عاما، اصطف قادة دول وممثلو حكومات في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة للتوقيع على هذه الوثيقة التاريخية، مسجلين رقما قياسيا جديدا في عملية تصديق تتم في يوم واحد على معاهدة دولية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل بدء عملية التوقيع التي استغرق نحو ساعتين ونصف "إننا نحطم أرقاما قياسية في هذه القاعة...واليوم هو يوم لأبنائنا وأحفادنا ولجميع الأجيال القادمة". وشاركت في عملية التوقيع، التي جرت يوم الجمعة في يوم الأرض العالمي، حوالي 90% تقريبا من جميع الدول الكائنة على كوكب الأرض-- بدءا من قوى كبرى مثل الولاياتالمتحدةوالصين وحتى دول جزرية صغيرة مثل فيجي والمالديف. ونالت فرنسا شرف أن تكون أول الدول الموقعة على الاتفاق تقديرا لاستضافتها لمؤتمر الأممالمتحدة حول تغير المناخ بباريس في ديسمبر 2015 والذي أنجب هذا الاتفاق بعد قرابة أسبوعين من المفاوضات الشاقة. وكانت هناك 15 دولة أخرى من بين أوائل الدول الموقعة على الاتفاق حيث تعهدت بالمصادقة عليه فور إتمام عملية التوقيع. وسوف يدخل الاتفاق حيز التنفيذ بعد 30 يوما من المصادقة عليه من قبل 55 طرفا على الأقل، يمثلون على الأقل 55% من الانبعاثات العالمية لغازات الاحتباس الحراري. وأصبحت الصين الدولة ال21 الموقعة على الاتفاق حيث أعلن نائب رئيس مجلس الدولة تشانغ قاو لي المبعوث الخاص للرئيس الصيني شي جين بينغ أن بلاده ستصادق على الاتفاق قبل قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في هانغتشو في سبتمبر المقبل. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى، الذي وقع الوثيقة وهو يحتضن حفيدته إيزابيل التي تبلغ من العمر عامين، إن بلاده "تتطلع إلى الانضمام رسميا إلى هذا الاتفاق هذا العام". يهدف اتفاق باريس إلى الإبقاء على متوسط الارتفاع في درجة حرارة الأرض دون درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الفترة الصناعية من خلال خفض كبير في الانبعاثات. بيد أن هناك عقبات قليلة للغاية تقف أمام تحقيق هذا الهدف الطموح، ولاسيما الخلاف بين الدول المتقدمة والنامية بشأن قضايا شائكة مثل التمويل والمسؤولة ونقل التكنولوجيا. وذكر بان كي مون في كلمته خلال مراسم التوقيع "نحن في سباق مع الزمن"، مضيفا أن النافذة المفتوحة لكبح ارتفاع درجات الحرارة العالمية توصد الآن بسرعة. وقال العلماء إن الرقم القياسي لدرجات الحرارة العالمية شهريا أخذ يتحطم خلال الأشهر ال11 الماضية، وأصبح عام 2015 العام الأشد حرارة على كوكب الأرض منذ أواخر القرن ال19. وفي كلمته خلال المراسم بصفته ممثلا للشباب، ذكر جيترود كليمنت (16 عاما) من تنزانيا "باعتبارنا شباب، فالمستقبل مستقبلنا، ولكنه ليس المستقبل الذي نريده لأنفسنا ".