افتتح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم (الجمعة) في مقر الأممالمتحدة عملية التوقيع على اتفاق باريس حول المناخ، والتي تشمل رؤساء دول او حكومات او مسؤولين من 171 دولة في مقدمها الولاياتالمتحدةوالصين. وكان هولاند اول الموقعين على الاتفاق وتبعه قادة من دول-جزر هي الاكثر تضررا من ظاهرة التغير المناخي. وحضر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى المنصة وهو يحتضن احدى حفيداته، ما دفع بالحاضرين الى التصفيق له بحرارة وهو يوقع الاتفاق. ويشكل العدد الكبير للموقعين خطوة اولى نحو الزام الدول بتطبيق الوعود التي قطعتها في مجال وقف انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "انها لحظة تاريخية". واضاف: "لم يوقع ابدا مثل هذا العدد الكبير من الدول اتفاقا دوليا في يوم واحد... اليوم توقعون عهدا جديدا مع المستقبل". ودعا هولاند من على منصة الاممالمتحدة، العالم وخصوصا الاتحاد الاوروبي الى ترجمة اتفاق باريس حول المناخ "افعالا" لمواجهة الوضع الملح الذي لا يزال قائما. واضاف ان "الاشهر الماضية كانت الاكثر سخونة في السنوات المئة الماضية". وتابع: "يجب التحرك بسرعة". ويلزم اتفاق باريس موقعيه بالسعي الى ضبط ارتفاع معدل حرارة الكرة الارضية بحدود "اقل بكثير من درجتين مئويتين" والى "مواصلة الجهود" لئلا يتجاوز 1,5 درجات. غير ان هذا الهدف الطموح جدا يتطلب ارادة راسخة ومئات بلايين الدولارات من اجل الانتقال الى موارد طاقة نظيفة. لكن التوقيع ليس الا مرحلة اولى. فالاتفاق لن يسري الا بعد مصادقة برلمانات 55 بلدا، هي مسؤولة عن 55 في المئة على الاقل من انبعاثات غازات الدفيئة، ما قد يتم اعتبارا من 2017. في السياق عينه، حض الممثل الاميركي الحائز جائزة "اوسكار" والناشط البيئي ليوناردو ديكابريو الذي حضر ايضا الى الاممالمتحدة، قادة العالم على التحرك بسرعة، قائلا إن "العالم يراقب الان". واعلنت الصينوالولاياتالمتحدة، اكبر دولتين ملوثتين في العالم، انهما ستصادقان على الاتفاق هذه السنة. لكن الاتحاد الاوروبي قد يقوم بذلك في غضون سنة ونصف السنة. وكان آذار (مارس) الماضي اعتبر الاكثر سخونة على الاطلاق بحسب الارصاد الاميركية. وتم كسر درجة الحرارة القياسية لمدة 11 شهرا متتالية، في حدث غير مسبوق منذ 137 عاما من القياسات. واتخذت 13 دولة صغيرة معرضة لمخاطر فادحة (منها فيجي، توفالو، المالديف، بيليز، بربادوس، وساموا) الاجراءات اللازمة للمصادقة على الاتفاق الجمعة. لكن للتوصل الى عتبة 55 دولة/55 في المئة يجب ضمان مصادقة بلد او اثنين من كبار الملوثين (الولاياتالمتحدة، الصين، الاتحاد الاوروبي، روسيا، الهند). وسبق ان وعدت بكين (مسؤولة عن 20 في المئة من الانبعاثات) وواشنطن (18 في المئة) باتمام ذلك قبل نهاية العام. في الولاياتالمتحدة تم التفاوض على الاتفاق بحيث يتجنب الرئيس باراك اوباما طلب موافقة الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون الرافضون للنص. وكانت وزيرة البيئة والطاقة الفرنسية سيغولين روايال التي تتراس المؤتمر الحادي والعشرين حول المناخ، قالت في وقت سابق: "لم يشهد اي اتفاق دولي على الاطلاق هذا العدد من التوقيعات في يوم واحد"، علما ان 165 بلدا ستمثل في الاجتماع. ويعود عدد التوقيعات القياسي السابق الى العام 1982 عندما وقع 119 بلدا اتفاقية الاممالمتحدة لقانون البحار. ويعتبر الاتفاق انتصارا للامين العام للامم المتحدة الذي عمل طوال ولايته من اجل المضي قدما بهذا الاتفاق وادرجه كاحدى اهم اللحظات في ولايته.