تفاقمت حدة الخلافات بين الرئيس المخلوع علي صالح والمتمردين الحوثيين في الأيام الأخيرة، على خلفية رفض ضباط وجنود الحرس الجمهوري الموالي لصالح تلقي أوامر عسكرية من قيادات حوثية، ما تسبب في نشوب اشتباكات بين الطرفين.وأفادت معلومات حصلت عليها «عكاظ»، أن الكثير من أتباع المخلوع بدأوا يبحثون عن مخرج من ممارسات الحوثي المتمثلة في التجويع والإذلال وفرض الرأي بالقوة، وأنهم وصلوا إلى قناعة بضرورة الاستسلام للواقع، وأن الدولة لا يمكن أن تدار بميليشيات بل بأجهزة متكاملة وهو ما يرفضه الحوثي.وذكرت مصادر مطلعة، أن عناصر الحرس الجمهوري والقوات الخاصة رفضوا أوامر الحوثيين للمشاركة في أي عمليات يخطط لها أنصار الحوثي، وأنها متمسكة بهذه المواقف بضرورة عودة قائدها السابق نجل الرئيس المخلوع أحمد علي عبدالله صالح، مشيرة إلى أن هناك تصدعا كبيرا في تحالف الحوثي وصالح.وكشف سكرتير الرئيس المخلوع عبدالله المغربي في مقال منشور تحت عنوان «للأنصار أنتم تخسرون وقريبا ستسقطون»، عن حالة التذمر والتشظي في أوساط الميليشيات وأتباع صالح، وتحدث عن بعض ملامح الفشل الحوثي وحجم الخلاف المتمثل في تدخل الحوثي في جميع الأجهزة الإدارية التي أصيبت بالشلل والفشل، وتوقع سقوط الحوثيين قريبا قائلا: «لتدركوا أن الميليشيات مهما تكن قوتها فإنه لا يمكن لها الاستمرارية، ولتكن لكم في عصابة الإخوان عِبرة أيها الأنصار».غير أن قيادات عسكرية أبلغت «عكاظ» أن المخلوع أصبح يفكر في كيفية إيجاد مخرج وهو ما يرفضه الحوثي ويتمسك بضرورة القتال حتى آخر مواطن يمني، مؤكدا أن قصة الرواتب مرتبطة بالجنود لكن القضية أكبر من ذلك وترتبط بالتفكير بمصالحهم الخاصة وحبل النجاة. يأتي ذلك في الوقت الذي تتحدث فيه بعض المصادر، عن أن دولا غربية تبذل جهودا للضغط على الميليشيات الحوثية وإقناعها ضرورة تسليم صنعاء طواعية للسلطات الشرعية والإفراج عن القيادات العسكرية والسياسية دون أي شرط والقبول الصريح بقرار مجلس الأمن 2216. وأفادت أن السفير الروسي الذي زار صنعاء يجري مفاوضات مع الحوثيين بشكل مباشر للإفراج عن وزير الدفاع وشقيق الرئيس هادي وقيادات عسكرية وسياسية أخرى تتبعها عملية تسليم العاصمة ما يضمن إيجاد مخرج لعملية سياسية. وكشفت مصادر أمنية وعسكرية في صنعاء، أن مواجهات عنيفة اندلعت بين عناصر من الحرس الجمهوري وقوات تابعة للمتمردين الحوثيين في عدة معسكرات في صنعاء، بسبب رفض جنود وضباط من الحرس الجمهوري تنفيذ قرارات حوثية بالتوجه نحو محافظتي مأرب وصعدة. وأوضحت المصادر أن المتمردين حاولوا سحب أسلحة جنود وضباط بالقوة، ما تسبب في حدوث مواجهات مسلحة، راح ضحيتها نحو عشرة قتلى وعدد من الجرحى من الطرفين.