الأمر الذي لم يفهمه الرعاء الشامتون، أصحاب الأفق الضيق والنظرة الدونية، أن هذا الرجل (عبد الله بن عبد العزيز ) برغم كونه ملكاً وقائد أمة وصاحب نفوذ عالمي ، إلاّ أنه يعيش عروبته الأصيلة بكل تفاصيلها ، العروبة التي تحمل النخوة والشيمة والشهامة والبساطة . الذي لم يفهمه (زبد البحر) أن هذا الرجل(عبد الله بن عبد العزيز)الرجل الطاعن في السن، المليء بالمسؤوليات الجسام، المنهك جسده بالأسقام، تحامل على نفسه وأوجاعه وأصرّ أن يفرّغ نفسه ليلتقي بأبنائه في ليلة عطاء ووفاء ملك، ليقول لهم ( تستاهلون أكثر ) . لقد جاءت كلمات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في حفل افتتاح مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرياضية بمدينة جدة ورعايته المباراة الختامية بين فريقي الأهلي والشاب، والتي وجهها لأبنائه الرياضيين، من القلب للقلب دون تكلف أو تصنع، جاءت عفوية بسيطة كما هي نفسه النقية، جاءت صادقة كما هو قلبه الرقيق، جاءت غنية بالمشاعر كما هي روحه الزكية . ومع أن الديوان الملكي يعج بفطاحلة الفصاحة والبلاغة ، فقد كان بإمكانه تكليف أحدهم بكتابة خطاباً لتلك المناسبة ليظهر بالكثير من العبارات المنمقة، لكنه يأبى - حفظه الله - إلا أن يخاطب أبناءه مباشرة دون تصنع أو تكلف، يأبى إلا أن تلامس كلماته القلوب قبل الآذان والأرواح قبل الأجساد، يأبى إلا أن يكون قريباً من أبناءه بعفويته ونقاء سريرته . سمّانا ( الشعب الشقيق ) قرّبنا إليه وجعل كل فرد من أفراد شعبه، كإخوانه من أبناء المؤسس، فهو – يحفظه الله يعتبر الكبير شقيقه والصغير ابنه، ولا يجد حرج في ذلك بل ويفاخر به ويردد تلك الكلمات في كل مناسبة داخلية أو خارجية، تسع سنوات، هي فترة توليه – حفظه الله - مقاليد الحكم، هي ضئيلة في عمر الزمن لكنها شهدت فتحاً كبيراً من الإنجازات والعطاءات المتواصلة، مشاريع هنا وهناك في كل بقعة من مناطق المملكة، يتواصل العمل الليل بالنهار، لتتواصل مشاريع التنمية والحضارة والبناء، وحتى يعّم الخير والرخاء أرجاء هذه البلاد بما يحمله من حُبّ لوطنه وشعبه وهمّة عالية تناطح الجبال الشامخات، ولا زال يُردد ( تستاهلون أكثر ) . وأنت أيضا يا والدي وسيدي ومليكي ( عبد الله بن عبد العزيز ) تستاهل الحب أكثر وأكثر، وتستاهل الروح فدوة لروحك .
قرأت الكثير من ردود الأفعال التي فهمت مغزى كلمات المليك والكثير من أبيات الشعر وأعجبت بالكثير منها لكني أختار هذين البيتين لإحدى شقيقات الملك . شقيق شعبه ما تعّلى عليهم يا علّ من يقفيه بالهرج يفداه واللي يبون التفرقة ما نبيهم والله ما يسوون عندي احذاه