نظم مركز الشاهد للبحوث والدراسات الإعلامية في فندق بارادايس بمقديشو ندوة تحت عنوان ” العناية بالمعوقين وذوي الحاجات الخاصة “، شارك فيها جميع شرائح المجتمع من المؤسسات الحكومية والأهلية، واستمرت الندوة لمدة يومين نوقش خلالها المشاكل التي تواجه المعوقين ودور كل من ا لمجتمع والحكومة والمؤسسات الأهلية في مد يد العون للمعوقين. وكان من أبرز الشخصيات التي شاركت في الندوة شريف آدم محمد نور وكيل قسم رعاية المعاقين بوزارة العمل والرياضة والشباب والشؤون الاجتماعية، ورئيس اللجنة الوطنية للمعاقين الصوماليين شيخ عمر محمود علمي ونائبه الشيخ عبد القادر محمد علسو الذي يشغل في نفس الوقت منصب رئيس اتحاد العميان الصوماليين، وعبد الله حسين عثمان رئيس معهد تدريب المعاقين والذي يشغل أيضا منصب الأمين العام للشؤون الخارجية لاتحاد المعاقين الصوماليين ونائبه عبد الله حسن سيف، ونظيفة محمود يوسف أحد مسؤولي وزارة الثروة السمكية، وسادات محمد نور الأمين العام لحزب التنمية والسلام، ومحمد سعيد شري رئيس منظمة حماية حقوق المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة الأيدز، ومحمد أحمد شيخ محمود عضو هيئة التدريس بمدرسة النور للعميان والحاصل على شهادة الماجستير في الدراسات الأفريقية من جامعة أفريقيا العالمية بالإضافة إلى أعضاء عدد من المؤسسات الإعلامية والمنظمات الأهلية والخيرية. كلمات ومحاضرات المشاركين : وفي اليوم الأول للندوة تم افتتاح الندوة بكلمة ألقاها شريف آدم محمد نور وكيل قسم رعاية المعوقين بوزارة العمل والرياضة والشباب والشؤون الاجتماعية تحدث فيها عن خلفيات اهتمام الحكومات الصومالية المتعاقبة منذ استقلال الصومال في خدمة المعاقين كما أعطى أيضا تفاصيل عن خطة قسم رعاية المعاقين بوزارة العمل والرياضة والشباب والشؤون الاجتماعية في الأشهر الثلاثة القادمة لتقديم المساعدة للمعوقين، وتلت هذه الكلمة محاضرة تم عرضها بالباور بوينت من قبل عبد الله حسن سيف نائب رئيس معهد تدريب المعوقين الذي قدم بحثا مفصلا عن معاناة المعاقين ونظرة المجتمع إليهم، وتلتها محاضرة أخرى ألقاها عبد الله حسين عثمان رئيس معهد تدريب المعاقين والأمين العام للشؤون الخارجية للجنة الوطنية لاتحاد المعاقين الصوماليين الذي قدم هوالآخر بحثا ركز فيه على الأسباب المؤدية إلى الإعاقة وأنواعها والمشاكل الخاصة بالمعوقين الصوماليين والجهات المهتمة برعاية المعوقين. وبعد هاتين المحاضرتين أخذ الحضور فترة استراحة قصيرة، دخلو بعدها في فترة نقاشات طويلة أدارها الصحفي القدير الأستاذ أبوبكر البدري والإستاذ الإعلامي البارز عبد القادر برنامج الذان كانا يديران المناقشة بمهارة فائقة، ودارت أكثر المناقشات سخونة حول الموضوعات الآتية: دور الحكومة ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في مساعدة المعاقين، والمشاكل الخاصة بالمعاقين. من المقصر؟ وبعد بدء المناقشة اتهم المشاركون عدة جهات بالتقصير عن خدمة المعاقين حيث اتهم شريف آدم محمد نور وكيل وزارة العمل والرياضة والشباب والشؤون الاجتماعية لشؤون المعاقين وسائل الإعلام بالتقصير وعدم الاهتمام فيما يخص بأخبار المعقوين بقدر اهتمامهم بأخبار الحروب، كما اتهم الشيخ عبد القادر علسو رئيس اتحاد اللجنة الوطنية للعميان الصوماليين ونائب رئيس اللجنة الوطنية لاتحاد المعاقين الصوماليين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني بإهمال المعوقين وعدم إدراجهم في لائحة المستهدفين ببرامجهم التنموية والإغاثية كما أشار إلى أن غياب الوعي الاجتماعي حول أهمية الاعتناء بالمعاقين أكبر خطر يواجه المعاقين، كما اتهم الشيخ عمر محمود علمي رئيس اتحاد اللجنة الوطنية لاتحاد المعاقين الصوماليين بتعمد إهمال وإساءة المعاقين بسبب غياب الوعي. وقد كانت مداخلة أبيكر حسين بشير مدير مدرسة البصير لرعاية العميان أكثر المداخلات إثارة حيث ذكر بأنهم يشتغلون في هذه المدرسة منذ فتحها بشكل تطوعي وأن العدد الحالي لطلاب هذه المدرسة 87 طالبا وطالبة من العميان مع أن واحدا من هؤلاء الطلبة بالإضافة إلى العمى فإنه مصاب بالصمم حسب رواية أبيكر مما أثار استغراب المشاركين الذين عبروا عن استغرابهم وتساؤلهم عن إمكانية التدريس لشخص أعمى وأصم في آن واحد، وأورد أبيكر أيضا في تعليق له على التمييز الذي تمارسه بعض ا لأسر على العميان وذوي العاهات قصة أحد طلاب مدرسته ويدعى محمد أبوبكر محمد الذي تركته أمه تحت شجرة من أشجار الغابات لتلتقطه بالصدفة إحدى جاراتها حيث أعادته إلى أبيه. وبعد انتهاء فترة المناقشات تم تقسيم الحضور إلى 4 مجموعات عمل ووجه لكل مجموعة عدة أسئلة حول ملف العناية بالمعاقين لمناقشة إجاباتها وكتابتها لعرضها على بقية الحضور، وبهذا أسدل الستار على اليوم الأول من الندوة. اليوم الثاني : وفي اليوم الثاني للندوة تم افتتاح الندوة بمحاضرة ألقاها حسن حسين عضو حزب التنمية والسلام وحملت عنوان ” دور المجتمع في خدمة المعاقين “، وتلتها مناقشة حول تقييم دور المجتمع في رعاية المعاقين، والدور المطلوب من المجتمع لخدمة المعاقين، وأوجه تقصير المجتمع في شأن خدمة المعاقين، والفرص المتاحة أمام المجتمع لخدمة المعاقين ليكونوا نافعين لأنفسهم وللآخرين. حماسة متزايدة : وكانت أكثر المداخلات إثارة للحماسة مداخلة للأستاذة نظيفة محمود يوسف رئيسة رابطة السلام وحقوق الإنسان وأحد مسؤولي وزارة الثورة السمكية التي ذكرت بأن الفوضى وعدم الاستقرار العائق الأكبر أمام الاعتناء بالمعاقين، كما ذكرت بأن كل الصوماليين ا لموجودين داخل الصومال لديهم إعاقة نفسية أو جنون نصفي نتيجة للفوضى والانفلات الأمني، لكن أبيكر حسين بشير مدير مدرسة البصير للعميان رفض تبرير الأمن كعائق أمام الاعتناء بالمعاقين محتجا بأن التعليم العادي لغير العميان استكمل جميع مستوياته في مقديشو ولم يتأثر بالحروب، كما نبه إلى أن الشركات التجارية تحصل على أرباح وصفها بالهائلة وأن بأمكانها أن تخدم ا لمعاقين، وأضاف بأن المبرر الوحيد هو غياب الوعي الاجتماعي تجاه الاهتمام بالمعاقين، وأوصى بالتركيز على توعية جميع شرائح المجتمع المعنية بهذه القضية. ومن جهته حذر إسماعيل معلم عبد أحد مسؤولي منظمة السعادة من أن إهمال المعاقين قد يؤدي إلى انتقامهم من المجتمع. وعود وتعهدات : وفي مناسبة اختتام الندوة قدم عدة جهات مشاركة في الندة وعودا للمعاقين كالتالي: عرضت صفية كراني إحدى مسؤولي منظمة سكوا للسيدات بأن منظمتهن مستعدة لتدريب 4 من المعاقين على مهارات الكمبيوتر. وعرضت نظيفة محمود يوسف رئيسة رابطة السلام وحقوق الإنسان ( إنحا ) وصاحبة إذاعة حرمة المحلية في مقديشو بأنها تفتح إذاعتها لطرح كل برامج ذوي ا لحاجات ا لخاصة. عرض مسؤول منظمة السعادة إسماعيل معلم عبد منح 10 كراسي لمكتب اللجنة الوطنية لاتحاد المعاقين الصوماليين. عرضت منظمة التضامن الاجتماعي تدريب مسؤولي منظمات المعاقين على الإدارة. عرضت منظمة أردو منح 10 عصوات من النوع المخصص لاستعمال المعاقين بصريا لمدرستي النور والبصير للعميان. وصرح مركز الشاهد بأنه سيشرع في تصميم موقع لتداول أخبار المعاقين وعرض قضاياهم. وتعهدت كل من شبكة كلميي للأخبار وقناة التلفزيون الوطني الصومالي بإعداد برامج خاصة بالمعاقين. كما تعهدت السيدة فرتون حسن سوبرالي منظمة تنمية المرأة بدفع قيمة الإيجار عن مدرسة البصير كما قدمت 5 أجهزة كاتبة من النوع الذي يستخدم نقاط بريل الستة لمدرستي البصير والنور. توصيات الندوة : توجه المشاركون بشكر خاص لمركز الشاهد للبحوث والدراسات الإعلامية بصفته راعيا لهذه الندوة التي تحمل عنوان “العناية بالمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة”، وناشدوا كافة المؤسسات الحكومية والأهلية بأن يعطوا عناية خاصة للمعوقين، عن طريق عقد دورات تدريبية في الداخل والخارج لرفع مستواهم التعليمي. أن يوفر القطاع الحكومي والقطاع الخاص فرص العمل للمعوقين مع احترام وجهات نظرهم وآرائهم. يتعهد جميع المشاركين في هذه الندوة بالعمل على دعم جهود إغاثة المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة. وبمناسبة هذه الفرصة وإحساسا بالمسؤولية تجاه إخواننا من المعاقين الصوماليين فإننا نوجه نداءا إلى: 1 المعوقين: أ أن يحافظوا على تماسكهم ويعززوا من مستوى الإدارة والحشد للتنظيمات الممثلة لهم مع زيادة الروابط مع الهيئات الحكومية والمنظمات المدنية. ب رفع الثقة بأنفسهم ومواجهة أي تحركات من شأنها تدمير معنوياتهم وخصوصا بشأن المعاملة السيئة من أفراد المجتمع. ج الارتقاء بالثقافة والمستوى التعليمي لديهم والإبداع في المجالات العلمية المختلفة خصوصا فيما ينفع المجتمع بشكل عام والمعوقين بشكل خاص. 2 الحكومة: أ مساعدة المعوقين بإصدار تشريعات تكفل حقوقهم ومساوية للحقوق العالمية لأمثالهم في العالم. ب مد يد العون المادي والمعنوي والمساعدة في تطوير منظمات المعاقين المحلية. 3 الهيئات التنموية: أ تخصيص جزء من ميزانيتهم السنوية لدعم المعوقين. ب توفير الفرص في مجالات العمل والتجارة خاصة بالمعوقين. 4 الإعلام: على الإعلام الصومالي تقديم البرامج والأخبار واللقاءات الإذاعية الخاصة بشؤون المعوقين لتوعية المجتمع وفتح أعينه على مأساة المعوقين. 5 رجال الأعمال: أ على الشركات التجارية العاملة في مجالات الخدمة العامة توفير فرص العمل والتدريب للمؤهلين من المعوقين. ب دعم جهود إغاثة المعوقين الصوماليين. 6 المجتمع: أ على المجتمع الصومالي الرفق بالمعوقين والامتناع عن استخدام الأوصاف المسيئة والمحطمة لمعنوياتهم. ب على الأسرة التي هي الجزء الأول من المجتمع العمل على مساواة المعوقين بغيرهم في الرعاية والتعليم. ج على شرائح المجتمع التعاون من أجل رفع الوعي الخاص بشؤون المعوقين. د تأسيس هيئة شعبية تتولى الإشراف على شؤون تنمية ودعم وتطوير المعوقين الصوماليين.