دعا عدد من قيادات الجمعيات الخيرية المهتمة بالعناية بالفقير بمختلف مناطق المملكة أثناء مشاركتهم في ملتقى توعية وتأهيل الفقير لإعداد دراسة تقويمية متخصصة لجميع تعاملات وممارسات جمعيات البر مع الفقراء ومدى مراعاتها لصون كرامة الفقير وحمايته من ذل المسألة، وإعداد دراسة أخرى متخصصة لرسم تصور جديد لأدوار جمعيات البر المنتظرة لكي تسهم في تحقيق استغناء واكتفاء الفقير على المدى البعيد. جاء ذلك في ختام ملتقى توعية وتأهيل الفقير الذي نظمته مؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية بمشاركة الجمعيات الخيرية المهتمة بالعناية بالفقير من مختلف مناطق المملكة. حيث أبان الدكتور عادل السليم الأمين العام لمؤسسة السبيعي الخيرية بأن الملتقى أكد على أهمية توعية الفقراء بحقوقهم، كما طالب بتصميم وإعداد أدوات توعوية متنوعة بما يتناسب مع الخصائص النفسية والاجتماعية للفقير، وتنويع برامج التوعية والتأهيل لتشمل المجال الصحي والنفسي والاجتماعي والمالي والتعليمي والأخلاقي والديني، إلى جانب زيادة فرص ومجالات التطوع في جمعيات البر، والبحث عن جهات متخصصة تصمم مشاريع نوعية لتأهيل أبناء الفقراء والسعي لتمويله من إدارات المسؤولية الاجتماعية بالقطاع الخاص إلى جانب تنظيم زيارات تعلم وتبادل خبرات بين الجهات الخيرية المعنية بالفقراء توعية وتأهيلاً، وإعداد برنامج متخصص في تدريب الباحثين الاجتماعيين في جمعيات البر والمستودعات الخيرية على أنواع البحث الاجتماعي وكيفية توظيفه في توعية وتأهيل الفقير. وأوضح الأمين العام لمؤسسة السبيعي الخيرية الدكتور عادل السليم بأن الملتقى الذي أقيم بالشراكة مع الخبرات الذكية هدف لإثارة اهتمام الجمعيات المهتمة للقيام بدورها في تأهيل الفقير فضلاً عن تناقل التجارب والخبرات بين الجمعيات والتنسيق فيما بينها للاستفادة من بعضها البعض إلى جانب نشر هذه الثقافة لجمعيات البر على مستوى المملكة. وأضاف د. السليم بأن الملتقى خرج بجملة من المقترحات والتوصيات من أبرزها المطالبة بإنشاء إدارة أو أقسام خاصة في جمعيات العناية بالفقير لتوعية الفقراء وتأهيلهم إلى جانب إعداد دليل لإنشاء هذه الإدارات أو الأقسام، وإعداد دليل للأفكار والمشاريع العملية لتوعية وتأهيل الفقير، وإنشاء بيت خبرة مهتم بتوعية وتأهيل الفقير، إضافة إلى الاستفادة من المتقاعدين الذين لهم خبرة في مجال العمل الخيري في المجالس الاستشارية ، وتصميم دورات لتأهيل الشباب على آلية العمل في السوق ومتطلباته إضافة إلى الاستفادة منهم في العمل الخيري. وكان المشاركون بالملتقى قد طالبوا بعقد ملتقيات تخصصية كملتقى الأسر المنتجة وملتقى برامج تعليم الفقير وملتقى المستودعات الخيرية بالمملكة، كما طالبوا جمعية واعي للتأهيل الاجتماعي بالتنسيق مع جمعيات البر في أنحاء المملكة لدخول المستهدفين في الجمعيات في برامجهم وأنشطتهم، إلى جانب الاستفادة من مشروع نمذجة جمعية البر بغرب الرياض والذي تشرف عليه مؤسسة السبيعي الخيرية من خلال تضمين اللوائح وأساليب العمل ما يساعد على التوعية والتأهيل للفقير. ودعا المشاركون لإقامة نفس الملتقى بكل منطقة بشكل مستقل واستضافة من لهم تجارب والسعي لعمل بيئة متكامل تسعى للرقي بالفقير وتأهيله، وإبرام عقود شراكة بين الجمعيات بالمنطقة ومع الجهات الأخرى التي لها صله بالفقير. واستعرض الملتقى عدة أوراق العمل من أبرزها حقوق الفقير المكفولة بالشرع والنظام والخصائص النفسية والاجتماعية للفقير والتأصيل الشرعي لتوعية وتأهيل الفقير إلى جانب طرح مبادرة التوطين بالتنمية وتأهيل الأسر الفقيرة تعليمياً مع استعراض تجربة مشروع بارعة ومبادرة باب رزق جميل وعدد من التجارب الإثرائية لجمعية البر الخيرية بالمذنب، وجمعية الريان الخيرية بوادي جازان، وجمعية البر الخيرية بالأحساء، والمستودع الخيري بجدة. يذكر بأن مؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية هي مؤسسة خيرية داعمة مسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية برقم (22)، تُعنى بالخدمات الاجتماعية والصحية والإغاثية التعليمية والثقافية والتطويرية وكافة وجوه البرِّ والإحسان داخل المملكة العربية السعودية وفق الأولويات، ضمن الضوابط الشرعية، والأنظمة المرعية، انطلاقاً من شرط الواقفين الشيخ محمد بن إبراهيم السبيعي والشيخ عبدالله بن إبراهيم السبيعي، من خلال عمل مؤسسي، وفريق عمل مؤهل، يقوم بدعم المؤسسات والجمعيات والمكاتب الخيرية العاملة في الميدان، وتحقيق مفهوم الشراكة في العمل الخيري، وتهدف المؤسسة إلى تطوير العمل الخيري، وتنمية الإنسان، والإسهام في الجهود الرسمية المبذولة لتحقيق الوعي المجتمعي، إضافة إلى تخفيف الفقر وتأهيل الفقير.