يبدو أن فورة التقنية لم تشبع رغبة الشعراء في الحضور بقصائدهم، كونها قتلت القصيدة الكاملة، وجعلت من الشعراء يكتفون ببيتين فقط، على العكس تماماً من المجلات الشعبية التي تبرز القصيدة وشاعرها. ووعد عدد من أصحاب المجلات خلال الأيام القليلة الماضية، بعودة مطبوعاتهم في شكل جديد يواكب التطور الذي وصلت إليه الساحة الشعبية، بيد أن بيت الشعر في أبوظبي بدأ بإصدار مجلة «بيت الشعر» أخيراً، واحتوى عددها بين دفتيه لقاءات حصرية وقصائد ومقالات ومواضيع متنوعة في الأدب والشعر والتراث. وجاء العدد الجديد من المجلة مختلفاً تماماً وحافلاً وغنيّاً وشاملاً، خصوصاً أنه تضمن مواضيع متنوعة في جميع مجالات الأدب والتراث، إذ شمل لقاء مع الشاعر السعودي عبدالله بن عون، الذي أكد أن ديوانه الأول سيصدر قريباً، وكذلك لقاء مع الشاعرة الكويتية الدكتورة سعاد الصباح، التي تقول: «يشغلني من أعطوا الكثير في أوطان فقدت الذاكرة»، وإنها لا تزال تكتب «لعاشقة تخاف أن تتحدث عن الحب»، والشاعر الإماراتي سعد مرزوق الذي تمنى على الشعراء «أن يكتبوا بأقلام نظيفة». وتطرقت المجلة إلى «علاقة الإبل باليهود»، بقلم قاسم بن خلف الرويس، وقراءة عن «وجه الشبه بين الخيل والنساء» وإضاءة على دوائر بدر بن عبدالمحسن بقلم علي المسعودي. وفي باب حكايات الشعراء قصة جميلة عن الشاعرة «روضة الفلاحية التي عشقت جبلاً»، وفي باب «أعلام الشعر» الدكتور راشد المزروعي يكتب عن شاعر الغزل سعيد بن هلال الظاهري. كما تضمن العدد مجموعة متنوعة من المقالات لعوض بن حاسوم الدرمكي وريم الشحي وعلي المسعودي وزبن بن عمير، ومحمد كساب، إضافة إلى المسابقة الشعرية في كل عدد، التي تبلغ جائزتها 10 آلاف درهم إماراتي. وكانت المجلات الشعبية تراجعت خلال الأعوام القليلة الماضية بعد ظهور برامج المسابقات الشعرية، والقنوات الشعبية، إذ توقف عدد منها عن الإصدار بينما لا تزال مجلتان حاضرتين، لكنهما غيرتا مواعيد إصدارهما عن السابق بحيث تصدران كل ثلاثة أشهر.