عاودت المطالبة بإنشاء جامعة في مدينة حفر الباطن، إلى الظهور مرة أخرى. متخذة شكلاً جديداً، وأبعاداً مختلفة هذه المرة، لتتحول على مواقع التواصل الاجتماعي إلى «ظاهرة» و«قضية رأي عام»، اضطرت عدداً من المشاهير إلى المشاركة فيها. ولأن الموضوع أضحى ك «كرة ثلج»، لم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، بل جاوزه؛ حينما استغل لاعب نادي الباطن فيصل عيادة الظفيري، تسجيله هدفاً في مباراة منقولة تلفزيونياً، على القنوات السعودية الرياضية، بين ناديه، ونظيره «الجيل»، ضمن دوري ركاء (الدرجة الأولى)، ليرفع لافتة على قميصه، مناشداً فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، بتحقيق «حلمه». وجاء فيها: «يا ملكنا عبدالله، مالنا غيرك بعد الله... الجامعة مطلبنا فهل يتحقق الحلم»، في لقطة أصبحت حديث الشارع الرياضي، لتتصدر عناوين البرامج الرياضية لهذا اليوم. وانطلقت حملة المطالبة بإنشاء جامعة في حفر الباطن، بالتزامن مع إعلان أكبر موازنة في تاريخ المملكة. واستند مطلقو الحملة إلى أن «المحافظة يقطنها نحو 500 ألف نسمة، في مدينة حفر الباطن، وما جاورها من قرى وهجر، إضافة إلى مدينة الملك خالد العسكرية»، مشيرين إلى أنه يتخرج سنوياً، من مدارسها ال122، «أكثر من 6700 طالب وطالبة، بحسب إحصاءات إدارة التربية والتعليم في محافظة حفر الباطن. فيما تبعد أقرب جامعة نحو 400 كيلومتراً». وأشارت الحملة، إلى أن عدم وجود جامعة في حفر الباطن، «ولَّد مشكلات اجتماعية، بين أن يقتل حلم الطلاب في الدراسة الجامعية، أو يقع تحت مقصلة الغربة، وما تحويه من مخاطر، سواءً بالتنقل على الطرقات، أو الانفلات الأخلاقي»، مستشهدين بعدد من الحوادث، التي راح ضحيتها طلاب، آخرهم شقيقان فارقا الحياة في حادثة مرورية، إبان ذهابهم للتسجيل في جامعة القصيم». ووجدت الحملة صدى «واسعاً» على شبكات التواصل الاجتماعي، شارك فيها عدد من الأسماء من خارج محافظة حفر الباطن، إذ قال الدكتور علي المالكي: «أضم صوتي مع (صوت) أهلنا في حفر الباطن، وحاجتهم لجامعة، وأرجو أن يتحقق لهم مرادهم». فيما قال الأمين العام لمركز «رؤية للدراسات الاجتماعية» الدكتور إبراهيم الدويّش: «أمطرتني تغريدات شباب الحفر يطالبون بدعم حقهم بجامعة في مدينتهم. وهذا أبسط حق لهم ولكل جهة تحتاج فعلاً جامعة، فلنسمع لهم». فيما غرد الأستاذ المتعاون في جامعة المجمعة الإعلامي محمد المقرن: «وجدت في المجمعة طلاباً يحضرون يومياً من الحفر، ويرجعون يقطعون مسافة 600 كم، هل يعقل؟ ماذا ينقص الحفر؟». وقال الإعلامي الدكتور فهد السنيدي: «في حلقة عن التعليم العالي، قلت للضيف من الوزارة: حفر الباطن أكبر من أربع محافظات فيها جامعات.. أليس هذا سوء تخطيط». وكتب الدكتور محمد السعيدي، في تغريدة: «هي منطقة عامرة بالتعليم العام، وأقرب جامعة سعودية لها لا يقل بعدها عن 400 كم، فنطالب بجامعة فيها». وضم المفكر الدكتور عبدالله الغذامي، صوته «مع أهلنا في حفر الباطن، (في) حاجتهم لجامعة. وأرجو أن يتحقق لهم مرادهم». بينما غرد نائب رئيس تحرير الزميلة «اليوم» محمد البكر: «لكل المتابعين أتمنى منكم دعم مطلب نشامى حفر الباطن، لإنشاء جامعة تضيف لمنطقتهم الشيء الكثير، وتحمي أبناءهم من الحوادث القاتلة... فلا تترددوا».