اختارت مؤسسة هماليل للإعلام الشخصيات الإماراتية التي تميزت بالعطاء المتواصل في الساحة الأدبية والشعرية منها، حيث اختارت في دورتها الرابعة 2012_2013 الأديب الإماراتي عبدالغفار حسين شخصية العام الثقافية، فيما اختارت الشاعر علي بن سالم الكعبي لشخصية العام الشعرية، بينما حاز مشروع "كلمة للترجمة" على جائزة المشاريع الثقافية، ونال الكاتب الإماراتي عبدالله النعيمي على الشخصية الأكثر تأثيراً في تويتر وهي إحدى الجوائز الرمزية المستحدثة في الدورة الماضية. وتخضع عملية الاختيار لمعايير وشروط دقيقة تتمحور حول العطاء والاستمرارية والنتاج والفكر والتأثير وهي الشروط التي جاءت ترجمة لأهداف اللقب في اعتباريته، وتستند إليها المؤسسة في اختيارها للمرشحين. وتأتي هذه الجائزة المعنوية ترجمة لمبدأ تكريم الفاعلين من مثقفي الإمارات في الحقل الثقافي بشكل حيادي وكفكرة تبنتها اللجنة القائمة على الجائزة متحرية الدقة وانتهاج الصدقية من منطلق التركيز على المثقف الإماراتي ودوره في النهوض بالثقافة الوطنية والفكر والعطاء والإبداع . • عبدالغفار حسين:
اختارت "مؤسسة هماليل للإعلام" في دورتها الرابعة الأديب والإعلامي الإماراتي عبد الغفار حسين ليكون شخصية العام الثقافية 2012-2013 ليعكس دوره الفعال في الحقل الثقافي والإجتماعي والحقوقي والإعلامي في ظل ما يملكه من إمكانات ويقدمه من إنجازات في مجال العمل الثقافي والوطني العام في الإمارات طوال خمسة عقود، لينال هذا اللقب كونه واحداً من الأقلام الإماراتية المؤثرة ذات العطاء الدؤوب المتواصل، إلى جانب مشاركته في اللجان التمهيدية لقيام اتحاد الإمارات. واستحق عبدالغفار حسين هذا اللقب نظراً لدوره الكبير وعطاءاته الكثيرة حيث جاء اختياره بعد دراسة متأنية، بالإضافة إلى مقاييس أخرى تشكل أهمية كبرى في هذا الاختيار الذي وقع على رجل لا يبحث عن التكريم بمفهومه التقليدي والذي لا يمكن أن يشكل إضافة حقيقية إلى تجاربه، كما أنه أسهم في تأسيس "مكتبة دبي العامة"، وهي أول مكتبة في الإمارات، لم تنسه مشاغل الحياة اليومية فعل الخير، حيث تبرّع بأحد منازله في الراشدية ليكون مقراً لجمعية "الإمارات لحقوق الإنسان"، إلى جانب الكثير من الإسهامات الوطنية في كافة جوانب الحياة. فالأديب عبدالغفار حسين لا يمكن وصفه بكلمة واحدة تختصر مواهبه وأدواره وموقعه في العمل الوطني العام في الإمارات، طوال خمسة عقود، تقلد فيها الرجل مناصب ومواقع متقدمة، وظل في خلفيات ذلك كله كاتباً وأديباً ومؤرخاً، وشخصية مرموقة حاضرة في المشهد الوطني، بحيوية ونشاط ذهني لافتين لم تغيرهما 75 سنة من عمره. تقلد عبدالغفار حسين الأدوار الصعبة، بما يملك من خلفية سياسية مخضرمة وثقافة واسعة، وموهبة في الجدل والتحليل، ولذلك حمل ملف حقوق الإنسان في الإمارات منذ تأسيس الجمعية المعنيّة بهذا الحقل في عام 2006 فمنحها اسمه الكثير من الزخم والاهتمام والصدقية. رسخ مبدأ "العمل التطوعي" في الجمعية، مدافعاً عن الحقوق والكرامات، أياً كانت جنسية الفرد، حتى وصل عدد أعضاء الجمعية إلى 700 متطوع . قلّده الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قبل فترة وجيزة "وشاح محمد بن راشد آل مكتوم"، واصفاً إياه بأنه "شخصية وطنية بامتياز"، مثنياً على تفانيه في النزاهة والشرف منذ عرفه على مدى أكثر من ثلاثة عقود، ويتعامل مع القضايا الشائكة والحساسة، بمواقفه التي يترجمها في مقالات ذات طابع جريء، في عدد من الصحف اليومية، فتجربته الزاخرة في العمل الوطني منحته سقفاً تعبيرياً خاصاً، ليسير على خطه الذي انتهجه منذ تأسيسه مجلة "أخبار دبي" في ستينات القرن الماضي، وقد كان من أوائل كُتابها. "أبونبيل" احد أفضل من يُحاضر في تاريخ الإمارات بشتى مجالاته، الأديب من مواليد ديرة - دبي عام 1936، شارك في اللجان التمهيدية لقيام اتحاد الإمارات، كلجنة البلديات والأراضي والأملاك والإعلام، فبدأ العمل موظفاً في بلدية دبي منذ تأسيسها عام1957، حتى وصل إلى منصب نائب مدير البلدية، بدرجة مدير. من معالم سيرته أنه من مؤسسي "اتحاد الكتاب في الإمارات" وتولى رئاسته لمدة تزيد على أربع سنوات، وكان من المساهمين في تأسيس "مجلس أمناء جائزة العويس الثقافية" منذ 20 عاماً، كما ترأس مجلس الأمناء فيه لمدة 16 عاماً، علاوة على عضويته في "المنظمة العربية لحقوق الإنسان" و"ندوة الثقافة والعلوم في دبي". كما أسهم في تأسيس "مكتبة دبي العامة"، وهي أول مكتبة في الإمارات، فكان أن ورث عن والده نهم القراءة والكتابة التي شكلت ثقافته، مذ تتلمذه على يد المطاوعة (الكتاتيب في صغره). ألّف العديد من الكتب منها: سلطان العويس، البردة المباركة ونهجها، الجائزة والشعر، هموم وطنية، تريم عمران لمحات من حياته، قراءات في كتاب الإمارات . • الشاعر علي بن سالم الكعبي
ومنحت جائزة العام الشعرية للشاعر علي بن سالم الكعبي تقديراً لإبداعه طوال مسيرته الشعرية وعطائه المتواصل للساحة من خلال دعم الشعراء واطلاق المبادرات والمسابقات التحفيزية لاستمرارهم ورفده للمكتبة العربية بالعديد من الكتب منها 12 إصدارا ما بين دواوين شعرية ونقدية ولاسهاماته الفاعلة في دعم الحراك الثقافي والأدبي في المنطقة، تأصلت به روابط الفكر العربي العريق، فأبدع في مجال الشعر حتى أصبح ملتقى بين الشعر العربي الفصيح والشعر النبطي فكانت له عدة دواوين من أشهرها (سحايب، رذاذ القوافي، عقد فيروز، زايد رجل للتاريخ)، وقدم أكثر من 60 لوحة شعرية في المسلسل البدوي (عيون عليا) كما أسهم برفد العديد من القصايد في مسلسل (رأس غليص) في الجزء الثاني منه . ونال الكعبي هذه الجائزة تقديراً لعطائته المتواصلة والمؤثرة في الساحة كونه نقطة إلتقاء الشعراء واحد الداعمين لهم ويعمل في الظل بعيدا عن الاعلام في رفد وتشجيع شعراء الساحة الشعبية في الإمارات ولما يتميز به شعره من سبك وحبك وتعدد مواضيعه وجدة أفكاره، فقد تناول الأغراض الوطنية وأبدع فيها، وتناول الوجدان والعاطفة فعبر عن صدق الأحاسيس والمشاعر، كما تناول الوصف في الطير والمقناص والخيول والبر وغيرها من أغراض المدح والفخر والاجتماعيات، كما عرف عن الشاعر علي بن سالم الكعبي مساجلاته الشعرية مع الوالد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقد كان الكعبي المدير والمرافق الخاص له في العقد الأخير من عمره. تمتاز قصائد الكعبي بجزالة الألفاظ وعذوبة المعاني وقوة التصوير، فضلاً عن الموسيقى التي تخلل قصائده وقوافيه مما جعلها معزوفات لحنية تغنى بها كبار المطربين في الوطن العربي وفي مقدمتهم محمد عبده، عبد الكريم عبد القادر، عبد المجيد عبد الله، ميحد حمد، راشد الماجد، خالد عبد الرحمن، حسين الجسمي، عيضه المنهالي، رجاء بلمليح، سلمان حميد، أصيل أبو بكر، خالد عبد الرحمن، طلال سلامة، اليازيه، عادل محمود، ديانا حداد، لطيفة التونسية، المياس، سالم العريمي، حمد العامري، حربي العامري، فايز السعيد، باسل عزيز، الوسمي وأريام وعريب وألحان بنت سالم وغيرهم، كما كان لكلمات الكعبي وقصائده الفضل في اكتشاف العديد من الأصوات الغنائية الشابة. اهتم في أواصل التراث العربي فكان رئيساً لمجلس إدارة جمعية إحياء التراث الشعبي بدولة الإمارات وساهم في إنشاء قرية زايد للتراث في أبوظبي، وله عدة اهتمامات فحاز أكثر من مرة على مراكز متقدمة في سباق الهجن ومثل الإمارات شعريا في المحافل الدولية بشكل مشرف.
• مشروع كلمة للترجمة
كما فاز باستحقاق مشروع "كلمة" للترجمة لجائزة المراكز والمشاريع الثقافية الرائدة 2012-2013 لدوره الحيوي والفريد في المنطقة حيث قام إلى الآن بترجمة ما يقارب 700 كتاب من أهم الإصدارات العالمية ليضعها أمام القارئ العربي معيدا من جديد مجد الترجمة العربية التي كان لها الدور الهام في إثراء الفكر العربي والإسهام في بث المعرفة والتنوير، وتعتبر كلمة بحق أحد أهم مشاريع الترجمة في الوطن العربي محققا إنجازات كبيرة وقفزات أكبر في فترة وجيزة، ولكل إنجاز طعمه ونكهته الخاصة، ومن يراقب الإنجازات التي حققها مشروع كلمة يقف معتزاً بوصول هذا المشروع إلى هذا المستوى من التألق والأنشطة والخدمات الثقافية المتنوعة التي تضع العاصمة أبوظبي في مصافّ دول لها باع طويل وبنيان ثقافي تاريخي عظيم، وما يميز هذا المشروع الرائد أنه مبادرة طموحة غير ربحية تموّل ترجمة أرقى المؤلفات والأعمال الأدبية الكلاسيكية والمعاصرة من مختلف اللغات إلى اللغة العربية ومن ثمّ طباعتها وتوزيعها بأسعار رمزية، ويحظى هذا المشروع الحيوي برعاية ودعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي. إن اختيار كلمة ليس من قبلنا نحن فقط، إنما من قبل كبرى المعاهد العالمية لتوقيع اتفاقيات تعاون لترجمة المؤلفات العلمية والأدبية والروايات العالمية إلى اللغة العربية إنما هو اعتراف عالمي بنجاح هذه المبادرة التي تهدف إلى إحياء الترجمة، وتقديراً للدور الذي لعبته في الإطار العربي لجعلها الكتب العالمية الناطقة بأكثر من 50 لغة متوفرة باللغة العربية وبين أيدي القارئ العربي. أراد مشروع "كلمة" للمتلقي العربي أن يدخل في تاريخ وثقافات وتراث وعادات وتقاليد عالمية عبر بوابة الثقافة، لقد أنتج بالفعل ثقافة مميزة في العمق والجوهر...ثقافة مغايرة، حيث أسس مجالاً رحباً للثقافة والأدب مستفيداً من العاصمة أبوظبي مركزاً مزدهراً للحركة الثقافية العربية بجميع تعبيراتها ومسالكها وفنونها، فبفضل ازدهار ونجاح مشروع كلمة في اختياراته أسهم في التشجيع على القراءة وعلى التركيز على اللغة العربية. إن مشروع كلمة عمل ويعمل على نقل عمق الثقافات الإنسانية غناها إلى الثقافة العربية، بعد أن كانت ثقافة الحضارة الغربية هي المهيمنة وبعد أن نشأ جيل مجتمعنا الجديد على التكلم باللغة الأجنبية متناسياً لغته الأم التي هي مهد الحضارات وأسس ثقافتها. فالترجمة كما يراها الخبراء، شكلاً من أشكال اقتسام الثروة المعرفية وشكلاً من أشكال ممارسة الحق في المعرفة والعلم والفكر والمعلومة، إلى جانب كونها وسيلة تواصل بين الشعوب من خلال المساهمة في ترويج الفكر الإنساني عبر نقله إلى لغات غير لغته، كما أنها عامل إنقاذ للثقافة من الجمود والإقصاء، إنها فعل معرفي وثقافي وفكري وحضاري وجهته المصالحة مع الذات والتقريب بين الشعوب والتعايش فيما بينها. يحتفي مشروع "كلمة" بتنمية روح الحوار بين الثقافات الإنسانية وتقوية الوعي بالانتماء للغة العربية هويتنا المتأصلة في الجذور، فهي ارتقت بالخطاب والسلوك الإنساني إلى مستوى الوعي بغنى الثقافات الإنسانية الكامن في اختلافاتها وتنوعها، إدراكاً منها بأن الترجمة، أدّت ولا تزال تؤدي أدواراً طلائعية في حماية التنوع والتعدد الثقافي وتدعيم فلسفة "المثاقفة" والتقارب والتعايش بين الشعوب والحضارات. لقد كانت الترجمة دائماً توفر الأرضية الصلبة للانطلاق الحضاري من خلال تأسيس الأرضية المعرفية وتحديد الحد الأدنى من المعارف التي لا يُقبل النزول تحتها بل تعمل على مساعدة القراء على الاستفادة من الترجمات التي تعبر عن تجارب السابقين ومعارفهم وخبراتهم المحفوظة بين دفتي كتاب. ولم تكن الخلافة العربية الإسلامية لتنشأ في نهضتها الأولى لولا حركة التعريب التي أرسى دعائمها عبد الملك بن مروان الأموي ولم تكن نجمة الحضارة العربية الإسلامية لتتألق وتشع على الكون بجمالياتها المتفردة لولا حركة الترجمة التي رعاها المأمون في العصر العباسي ولم تكن نهضة العرب الحديثة في بدايات القرن العشرين لتبني جسور الحضارة والتواصل مع الغرب لولا حركة الترجمة مجدداً عن كبار رواد الفكر والفلسفة والأدب والشعر. كما خرجت أوروبا من عصورها المظلمة في القرن الخامس عشر مباشرة بعد ترجمة التراث الأندلسي الوافد من الغرب الإسلامي وكنوز المعرفة الوافدة من بيزنطة، والترجمة هي الطريق نفسها التي مرت منها اليابان عندما أرسلت أواخر القرن التاسع عشر ببعثات طلابية إلى أوروبا واكبتها حركة ترجمة لنفائس الإنتاجات الفكرية والعلمية الأوروبية. • عبدالله النعيمي
وقد فاز الكاتب الإماراتي عبدالله النعيمي بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في تويتر لمشاركته الفاعلة في مواقع التواصل الإجتماعي بخاصة عبر موقعه في تويتر، خاصة بعد إصداره روايته "إسبريسو" (الرواية التويترية) الاسم الذي عرفت به، وهي نتاج سنوات من تبادل الحوار مع "كائنات التويتر"، كما بدأت هذه الرواية بقصة قصيرة حول مشكلة عاطفية، وعلاقة بين شاب وفتاة، وتطورت إلى رواية تتناول هموم المجتمع العربي ومشكلاته الاجتماعية، والعلاقة بين الرجل والمرأة، وهي علاقة قائمة أساساً على عدم الفهم بين الطرفين، وهي محكومة بتقاليد المجتمع ومستوى وعيه، لذلك تمر علاقة البطل والبطلة بمشكلات تنتهي بخاتمة مأساوية. الكاتب عبدالله النعيمي استحق هذا اللقب لكثرة مشاركته بشكل إيجابي في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الإنترنت خاصة وأن فكرة الرواية نبتت أصلاً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وهي التي جاءت بفضل تلك الردود الكثيرة التي تفاعل معها عدد كبير من القراء أغلبه من النساء، ذلك أنها أي الرواية تطرح موضوعاً حيوياً له صلة بالواقع الإماراتي المحافظ، واختار لشخصياته أسماء عربية لكي لا يحصرها بالبيئة الإماراتية أو الخليجية ولكي يتم تسويقها في الشام ومصر وغيرها من البلدان العربية. وقد ساعد "التويتر" عبدالله النعيمي منذ سنوات على تدوين مجموعة من الملاحظات التي تتعلق بموضوع روايته، فقد استقبل في هذه الفترة الزمنية الطويلة نسبياً مئات الملاحظات التي تطرح مجموعة من القيم الاجتماعية السلبية وغيرها من القضايا الشائكة.