في أمسية ثقافية مميزة، وبحضور نخبة من المثقفين والأدباء والإعلاميين، أقامت جمعية الثقافة والفنون بجدة الأسبوع الماضي، أمسية ثقافية عن تاريخ تواجد الجاليات الأوروبية في مدينة جدة، حيث تحدث الباحث الفرنسي فيليب بتريات عن تاريخ تواجد الجاليات الأوروبية في مدينة جدة منذ عام 1900م، وسلط الضوء على الجاليات الأوروبية بصورة أكثر وضوح ومنهجية وبصورة علمية، مستعينًا بلقطات مصورة، كما تحدث عن العوائل الأوروبية التي سكنت مدينة جدة، وأعمالهم، وتجارتهم، ومن أشهر هذه العوائل عائلة "ساوي" التي سكنت وسط البلد بجدة. وتحدث الباحث بتريات في الأمسية باللغة العربية بطلاقة، وكشف عن عشقه لمدينة جدة وتاريخها العريق، ومبانيها الأثرية، مع العلم أن له رسالة جامعية يعكف عليها حاليًا بجامعة السوربون بفرنسا بعنوان "العائلات التجارية الكبيرة في مدينة جدة في مائة عام (1850م إلى 1950م)". وقد شهدت الأمسية العديد من المداخلات والتساؤلات والتي كانت جميعها تصب حول مدينة جدة وتاريخ الجاليات الأوروبية بها، وكانت أولى المداخلات من الكاتب الإعلامي الدكتور عبدالله مناع، ثم مداخلات لكل من: الدكتورة أميرة كشغري، والدكتور زيد الفضيل، والدكتور عدنان اليافي، والدكتورة هناء حجازي، والدكتور أبو بكر باقادر، وعمدة حي البلد بجدة ملاك باعيسى، والمصور الفوتوغرافي خالد خضر، والدكتور يوسف العارف، وعدد من الإعلاميين والإعلاميات. وشاركت الشاعرة زيزي بدر بإلقاء قصيدة من كلماتها عن مدينة جدة بعنوان "جدة.. أم الرخا والشدة"، فيما شارك الفنان التشكيلي أحمد فلمبان بتقديم مجموعة من المقطوعات الموسيقية الفلكلورية على آلة العود نالت الاستحسان. وقد أشاد الحضور بفكرة الأمسية وبتسليط الضوء على مرحلة مهمة من مراحل مدينة جدة العريقة، مشيدين بما ذكره الباحث الفرنسي فيليب بتريات وبأسلوبه وبالمعلومات الثرية التي قدمها خلال حديثه، وقدموا شكرهم لجمعية الثقافة والفنون بجدة على إقامة هذه الأمسية الثقافية المميزة، مطالبين بإقامة مثل هذه الأمسيات التي تقدم الفائدة والمعلومة بشكل وطرح جميل.