حذرت شرطة المنطقة الشرقية، وأوساط تربوية، من استغلال احتفالات اليوم الوطني، الذي يصادف الأحد المقبل، من قِبل بعض الشبان، في ممارسة مظاهر احتفالية «مرفوضة»، تتضمن أعمالاً «فوضوية»، مثل التفحيط، والرقص، أو القيام بمسيرات في الشوارع والميادين، ومضايقة الآخرين، ولبس ملابس غريبة، وغيرها من السلوكيات التي تنتشر في المناسبات الوطنية». وشهدت محافظة الخبر، في احتفالات اليوم الوطني قبل ثلاث سنوات مظاهر «عبث» تمثلت في قيام مجموعة من المراهقين، بتعكير الأجواء في منتزه الأمير فيصل بن فهد في الواجهة البحرية في الكورنيش، وحولوه إلى ساحة ل «العبث والفوضى»، بعد الاعتداء على المحتفلين، وتكسير واجهات زجاجية لنحو 14 محلاً تجارياً وسرقتها، وتضم هذه المحال مجموعة من المطاعم والمقاهي وصيدلية، ومحال أخرى، إضافة إلى مجموعة من السيارات، وقُدرت الخسائر بعشرات الآلاف. وأعدت شرطة المنطقة الشرقية، خطة للتغطية الأمنية، تشمل الواجهات البحرية، والأماكن السياحية، والمجمعات التجارية، والحدائق، وأماكن التنزه، والميادين العامة، تركز على «تنظيم حركة السير، وحفظ الأمن، وضبط المخالفات والتجاوزات، إن وجدت في حينه مع التركيز على أماكن الاحتفالات في شاطئ نصف القمر والواجهة البحرية في مدينة الدمام». إلى ذلك، أكد مدير شرطة الشرقية اللواء غرم الله محمد الزهراني، خلال لقاء جمعه أخيراً، وقيادات أمنية، على «تضافر الجهود لتنفيذ الخطط الميدانية المُعدة للتعامل مع احتفالات اليوم الوطني، على أكمل وجه، والتي تشمل مدن الدمام، والخبر، والظهران، والقطيف، وبقية مدن ومحافظات المنطقة. وقال المتحدث باسم شرطة المنطقة المقدم زياد الرقيطي: «ستشهد الفعاليات المصاحبة لليوم الوطني هذا العام تواجداً أمنياً مكثفاً من قِبل دوريات الأمن، والمرور، وقوة أمن الطرق، بما في ذلك قوة الضبط الإداري، والمهمات والواجبات الخاصة بالشُرط»، مؤكداً أهمية «التواصل المستمر بين العاملين في الميدان من هذه الجهات، ومشرفي تنفيذ الخطط الميدانية في غرف العمليات الرئيسة في المدن والمحافظات؛ لتحديد مواقع الاختناقات المرورية والطرق البديلة، من خلال ما يتم ملاحظته بواسطة كاميرات رصد الحركة وأنظمة التسجيل والمتابعة، وذلك لضمان التحرك بشكل سريع، ونقل السيارات المشاركة في الحوادث، والتعامل مع أي ملاحظة أمنية في حينه، مع ضرورة توجيه الحركة فوراً، إذا ما تطلب الأمر ذلك، لضمان تسيير الطرق بشكل انسيابي». وحذرت شرطة الشرقية، من القيام بتجمعات «غير نظامية»، وإحداث الفوضى والشغب بمناسبة «اليوم الوطني». وقال الرقيطي، في تصريح سابق: «إن الشرطة تُحذر من استغلال البعض للمناسبات المهمة، مثل «اليوم الوطني»، في تمرير وترويج مثل هذه الرسائل والدعوات، للقيام بتجمعات غير مرغوب فيها في الأماكن العامة التي قد تتطور إلى أن تصبح مصدر إزعاج للمتنزهين وتمثّل مُضايقة لهم، وللخدمات والمرافق المتوافرة في الموقع». ولفت إلى أنه في ظل «توافر وسائل الاتصال بشبكة الإنترنت، من خلال هذه الأجهزة، وسهولته لأي فئة عمرية، من دون مراقبة من الأهل، فإن الأمر يتطلب تضافر جهود المنزل والمدرسة والإعلام في التوعية بالاستخدام الجيد لهذه الوسائل، وعدم الانجراف وراء ما يتم تمريره من أفكار خاطئة خارجة عن النظام، وتحمل على ممارسة سلوكيات غير صحيحة، من خلال تلك الوسائل». بدوره، رفض مشرف التطوير في الإدارة العامة للتربية والتعليم في الأحساء محمد العامر، تصنيف السلوكيات التي يقوم بها الكثير من الشبان، ضمن مظاهر الاحتفاء باليوم الوطني، وقال: «ليس لهذه السلوكيات علاقة بحب الوطن»، وأشار إلى أن حب الوطن «شيء نفسي، نعبر عنه بالسلوك الحسن، من خلال احترام الأنظمة، والالتزام بالتعليمات، والمحافظة على الممتلكات العامة، واحترام الآخرين، والتفاني في طلب العلم، وأداء الأمانة بكل شيء، وبخاصة فما يتولاه المرء من مناصب، ومساعدة الضعفاء والمساكين، وكل هذه أمور من حب الوطن، ومتى ما حققنا هذه الأمور في أنفسنا أكدنا حبنا لوطننا». وشارك العامر، أول من أمس، في ختام برنامج تدريبي تنفذه إدارة النشاط الطلابي بمشاركة 45 معلماً من رواد النشاط والمرشدين الطلابيين في مدارس الأحساء. وناقش البرنامج «كيفية غرس حب الوطن في النفوس، وجعل الطالب يمثل الوطن خير تمثيل، سواء داخل الوطن أو خارجه، وكيف نحمي بلدنا ونزيد من قيمة الولاء والحب له». وأقيمت ورشة عمل وعصف ذهني حول أفكار ورؤى؛ لاستخراج برامج وأفكار «تعزز حب الوطن في النفوس، بعيداً عن البهرجة والمسيرات».