أكدت دراسة حديثة أن الإصابة بسرطان الثدي تزداد بنسبة 40 في المائة لدى النساء العاملات بنظام النوبات الليلية، بعد أن أشارت دراسات سابقة إلى أن النساء العاملات ليلاً أكثر قابلية للإصابة بسرطان الثدي. وأظهرت الدراسة، التي أجريت على نساء عملن في الجيش الدنماركي، ونشرت نتائجها أمس، في مجلة ''أكيوبيشنال آند إنفايرونمينتال ميديسن''، أن العمل الليلي مرتبط بخطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 40 في المائة. ونقلت صحيفة ''ذي جارديان'' عن الوكالة الدولية للأبحاث في السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، قولها إن النوبات الليلية التي تحدث اضطراباً في إيقاعات الساعة البيولوجية ربما تتسبّب في الإصابة بالسرطان، وهو القرار الذي دفع حكومة الدنمارك إلى دفع تعويضات للنساء المصابات بالمرض اللاتي كن يعملن في الليل لفترة تزيد على 20 عاماً. وكانت آخر دراسة أجراها معهد علم الأوبئة التابع لجمعية السرطان الدنماركية، قد أشارت إلى أن النساء اللاتي كن يعملن ليلاً بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل لمدة ست سنوات قد تعرّضن لاحتمالات الإصابة بسرطان الثدي بمعدل الضعف، مقارنة بنظرائهن اللاتي لم يعملن بنظام المناوبة الليلية. وتقول الصحيفة إن العمل الليلي لا يحدث اضطرابا في الساعة البيولوجية ويتسبّب في الحرمان من النوم فحسب، بل يحد من إنتاج هرمون الميلاتونين وعمليات التمثيل الغذائي (الأيض) والوظائف الفسيولوجية الأخرى، التي قد تتسبّب في نمو الأورام. غير أن سارة وليامز مسؤولة المعلومات الصحية في جمعية السرطان للأبحاث في المملكة المتحدة، قالت إن العلماء لم يستطيعوا بعد تأكيد أن العمل الليلي المنتظم للمرأة قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهذه الدراسة لا تؤكد هذه النقطة. وأضافت أنه رغم أن الدراسة أكدت أن المرأة التي تعمل ساعات أطول في الليل أكثر عرضة للإصابة بالمرض، إلا أنه لا يوجد أي ارتباط وثيق بين الأمرين، لأن الدراسة تفتقر إلى تحديد حجم الخطورة بالإصابة، وعدد السنوات، التي قد تستغرقها المرأة قبل الإصابة بالمرض. وأشارت إلى أن ثمة دليلاً واضحاً حتى الآن يفيد بأن النساء يستطعن تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي عبر الحفاظ على الوزن الصحي، والتقليل من تناول المشروبات الكحولية، والاستمرار في النشاط البدني.