كشف رئيس النادي الأدبي في الرياض الأسبق الدكتور محمد الربيّع عن مشروع ثقافي عملاق يحمل اسم «برنامج خادم الحرمين الشريفين للنهوض بالفكر والثقافة بالمملكة»، ويهدف إلى نشر ثقافة الحوار البناء والتسامح والبعد عن التطرف وحب الوطن، ويشجع ثقافة الانفتاح على العلوم النافعة. وقال الربيع: «إن الثقافة هي أعظم وسيلة لحماية الوطن، والثقافة ليست أقل من غيرها وتستحق أن تكون مشروعاً وطنياً كبيراً». وأضاف إن هاجس تطوير الأدب بدأ معه منذ تعيينه رئيساً للنادي الأدبي في الرياض عام 1422 «أو هو ما دعاني لتقديم عدد من الأفكار تطورت في ما بعد لتصبح مشاريع ناجزة، منها إنشاء جائزة للأدب السعودي، والتي بعد دورتها الأولى رأى مجلس النادي التالي تحويلها جائزة للكتاب، واقتراحي مجلة متخصصة تعنى بأدب وتراث الجزيرة فكانت مجلة «حقول»، وكذلك مقترح تحويل مكتبة النادي إلى مكتبة متخصصة في الأدب السعودي وهو ما أقر لاحقاً، وأخيراً ما قدمته من فكرة هذا الملتقى قبل 8 سنوات، والذي رأيت فيه أنه سيكون استمراراً لنجاح ملتقى قراءة النص في النادي الأدبي الثقافي بجدة». وبارك وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان مقترح الربيع وطلب تقديمه مكتوباً للوزارة للنظر فيه. وشدد الحجيلان على أن من مهام الأندية الأدبية، الاتجاه أولاً إلى الاهتمام بالمواضيع الأدبية،» ثم الاهتمام بالمواضيع الثقافية العامة، والتي تهم شرائح المجتمع وبخاصة فئة الشباب»، مشيراً إلى أنها فئة تحرص على التعلم والتطوير. وقال ينبغي أن تعي الأندية ضرورة العناية بهذه الفئة، وأن تطور برامج للقراءة لهم، مرجعاً السبب في المشكلات التي يمر بها المجتمع إلى القراءة المغلوطة، ومضيفاً أنه يجب إنشاء المزيد من أندية القراءة، نتيجة ما لمسناه من نجاح تجربة برنامج القراءة في معرض الكتاب الأخير. جاء ذلك في حفلة افتتاح ملتقى النقد، بنادي الرياض الأدبي مساء الثلثاء الماضي. وفي الدورة الرابعة للملتقى تم تكريم الدكتور الربيّع، واحتفى النادي بشركائه: قسم الأدب في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام، وكرسي الدكتور عبدالعزيز المانع، وكرسي صحيفة «الجزيرة» وجامعة الأميرة نورة، ووحدة السرديات في كلية الآداب بجامعة الملك سعود. مناهج ملتبسة وتعميم ونقاد يتحولون إلى قضاة تواصلت فعاليات ملتقى النقد صباح أمس ففي الجلسة الأولى، التي أدارها الدكتور محمد الهدلق، وتصدى للتعقيب فيها الدكتور محمد خير البقاعي، قدم الدكتور حسن الهويمل ورقة لافتة تناولت اتجاهات النقاد العرب في الأدب السعودي على مدى عقود طويلة، وتتأمل في تصنيفها ومرجعياتها وتفاوتها في تناول الشعر السعودي. وتناول الدكتور عالي القرشي تجربة الثبيتي عند النقاد العرب وقال إن التجربة الشعرية، التي كان الثبيتي أحد رموزها، «أعادت تشكيل الرمز وحملت النص بحمولات جديدة ما هيأ النهوض بقراء الوعي»، مضيفاً أن النقد تابع هذا المنجز، وعلى رأس النقاد الدكتور علي البطل والدكتور نذير العظمة والدكتور محمد الشنطي. فيما رصد الدكتور محمد الربيع ما كتبه الدكتور بدوي طبانة عن الشعر والشعراء السعوديين، مشيداً بجدية دراساته «فلم يسلك مسلك المجامل أو المنافق بل كتب دراسات عميقة»، ما عده مثالاً جيداً عن الدارسين العرب الذين قدموا دراسات عن الشعراء السعوديين. وفي الجلسة الثانية، التي أدارها الدكتور فواز اللعبون وتعقيب الدكتور عمر السيف، تناول الدكتور يوسف العارف، في ورقته عن النقد النسوي العربي للشعرية السعودية، دراسات الدكتورة كاميليا عبدالفتاح والدكتورة أسماء أبو بكر كنموذجين، وتوقف عن درس منجزيهما النقدي، وخلص إلى أن مشاركتهما دفعت الحراك النقدي حول الشعر السعودي. ودرس الدكتور عبدالحميد الحسامي جهود الناقدة كاميليا عبدالفتاح في دراسة الشعر السعودي من خلال أعمالها: «الأصولية والحداثة في شعر حسن الزهراني»، و«رثائيات الفارس المغيب وأثرها في المقومات الفنية للنص الشعري في شعر صالح الزهراني»، و «بواعث الاغتراب وجموح التكوين في شعر يوسف العارف». وتطرقت نجلاء مطري إلى قصيدة المرأة في المملكة ومقاربات الدكتور راشد عيسى النقدية حولها، منتقدة اللبس الواضح في هوية المنهج المتبع، ما بين ما يدعيه بانتهاج المنهج التحليلي الفني، في حين تتبع تطور الشعر النسوي وفق رؤية نقدية تجمع بين الجمالي والموضوعي. وفي الجلسة الثالثة تناول الدكتور عبد الرزاق الحاج حسين الرؤية النقدية لمحمد الشنطي، من خلال التجربة الشعرية السعودية الحديثة. وعرض الدكتور علي بن محمد الحمود تجربة تلقي محمد الشنطي لقصيدة النثر السعودية. وقال إن الشنطي قارب قصيدة النثر السعودية في الفصل السابع من كتابه «التجربة الشعرية الحديثة في المملكة العربية السعودية»، منطلقاً من رؤى جمالية، «ومتجاوزاً ما أثير من جدل ونقاش بشأن نشأتها وتسميتها وهويتها وتعبيرها عن أزمة حقيقية أم مفتعلة». واعتنى بإبراز القيمة الفنية لنصوصها، من خلال مقاربة نقدية نصية انطلقت من المستويات: الأسلوبية والإنشائية وعلم النص. واتسمت نظرته بالشمولية والتعميم. كما تناول الدكتور صابر إسماعيل بدوي. أستاذ الأدب والنقد المساعد في جامعة القصيم المنظور النقدي للشعر السعودي المعاصر: قراءة في الخطاب النقدي لمحمد الشنطي، فتتناول مفهوم المنهج النقدي لديه، والمنهج بين الأصالة والمعاصرة، وتعرض لهوية الشعر السعودي المعاصر بصفته جزءاً من منظومة الثقافة العربية. بينما وقف الدكتور عبدالله بن علي ثقفان في ورقته على جهود النقاد العرب في نقد الشعر السعودي: المصريون أنموذجاً، متناولاً بعض الدراسات التي أُلفت حول الشعر السعودي، أو تعرضت له بصورة عرضية في دراسات عامة. وقال: «إننا ونحن ننظر لهذه الدراسات ومع تعدد عناوينها، نجد أن مؤلفيها وفي معظم أحوالهم كانوا كالقضاة الصارمين في أحكامهم، إذ يصدرون أحكاماً تعد ردّات لمراحل مرَّ بها الأدب المصري في نقده و درسه». وتناولت الدكتورة شادية شقروش «نسيج الإبداع» لعبدالله السمطي والمشهد الشعري السعودي. أما نجلاء بنت راشد آل حمّاد. فتناولت ملامح الخطاب النقدي للشعر السعودي: حسين علي محمد أنموذجاً