بحضور تجاوز 350 متخصص من الجنسين أعلن الملتقى السعودي للهندسة الطبية 2012 والذي نظمته الجمعية العلمية السعودية للهندسة الطبية بالتعاون مع لجنة الأجهزة الطبية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة بقاعة إسماعيل أبوداود عن منحة لعشرة من طلاب شعبة الهندسة الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز للتدريب في إحدى الشركات الأوروبية على الأجهزة الطبية. وتميز الملتقى بمشاركة عدد من الشركات الوطنية في يوم المهنة المرتبط بالملتقى حيث قامت الشركات باستلام ما يفوق المائة وخمسين سيرة ذاتية للمهندسين الموجودين في الملتقى. وكان الملتقى قد تميز بحضور كبير من المتخصصين في الهندسة الطبية محلياً إضافة لمشاركة عدد من الخبراء العالميين وسط مشاركة الجهات والهيئات والقطاعات العاملة في مجال الأجهزة الطبية، حيث أعلنت شركة الصالحية عن منحة لتدريب عشرة طلاب من شعبة الهندسة الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز في إحدى الشركات الأوروبية لأربعة أيام. وتناولت الجلسة الأولى في الملتقى التعريف بالقطاعات الحكومية المرتبطة بالأجهزة الطبية ومنها المجلس الأعلى لاعتماد المنشئات الصحية والهيئة السعودية للتخصصات الصحية وهيئة الغذاء والدواء السعودية والهيئة السعودية للمهندسين ولخصت الجلسة مجالات العمل لكل جهة من الجهات، وتركزت تعليقات الحضور على ضرورة تنسيق العمل بين القطاعات المختلفة العاملة في الأجهزة الطبية بهدف توحيد الجهود لما فيه مصلحة لتطوير المهنة من اجل رعاية صحية أفضل. فيما تناولت الجلسة الثانية مجموعة من المواضيع المتنوعة عن الهندسة الطبية تحدث خلالها البروفيسور جون ويبستر من جامعة ويسكونسن بأمريكا والذي يعتبر مرجعاً عالمياً في تخصص الهندسة الطبية عن ماضي وحاضر ومستقبل تخصص الهندسة الطبية في العالم وشرح في البداية معنى الهندسة الطبية وأشار لأنه تطبيق للتكنولوجيا في تشخيص وعلاج والوقاية من الأمراض وذكر العديد من نماذج الاختراعات والتوجهات الموجودة في العالم لتخصص الهندسة الطبية ووضح بأن دور المهندس الطبي لا يقتصر على صيانة الأجهزة وإنما يمتد للتصميم والتعديل لاحتياجات الأطباء في المستشفيات. كما ركز الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية بمنطقة جدة بأن هناك تصور خاطئ لدى الأطباء بأن دور المهندس الطبي يتمثل في تصليح الأجهزة فقط وأشار لضرورة إشراك المهندس الطبي في التخطيط لبناء المنشئات الصحية من البداية وضرورة إيجاد مراكز بحث مرتبطة بوزارة الصحة تقوم بتصميم حلول للمشكلات التي يواجهها الأطباء في التشخيص والعلاج وهنا يكمن دور المهندس الطبي المهم في هذا الموضوع وأشار لأن وزارة الصحة بدأت في أنظمة لفرض تواجد عدد محدد من المهندسين الطبيين في كل منشأة صحية وبأن يساهم المهندسون في المنشئات منذ بدايتها. كما تحدث المهندس مالك مطبقاني عن ضرورة البدء في توطين تقنية الالكترونيات في السعودية وذكر تجربته الشخصية في إنشاء مؤسسة تقوم بصناعة الدوائر الالكترونية محليا وركز في حديثه على متطلبات هذه التقنية وبأن توطين مثل هذه التقنية سيساهم في خلق فرص وظيفية جديدة. وتناول الحضور في تعليقاتهم أهمية رفع مستوى الوعي لدى المجتمع لدور المهندس الطبي الذي يتعدى مجرد إصلاح الأجهزة إلى جانب التأكيد على أهمية توطين تقنية الالكترونيات مسألة ممكنة محليا وتتطلب تواجد شباب سعودي مؤمن وملتزم بالعمل في هذا المجال. ثم عقدت ثلاث ورش عمل حول عن الجودة النوعية في إدارة أقسام الهندسة الطبية وورشة عمل عن أجهزة غسيل الكلى وغازات الدم وورشة عمل عن برنامج لإدارة الأجهزة الطبية في المستشفيات. وفي ختام الملتقى أكد الدكتور نزيه العثماني رئيس الملتقى ورئيس الجمعية العلمية السعودية للهندسة الطبية بأن الملتقى قد حقق أهدافه التي تمثلت بجمع العاملين في القطاع تحت سقف واحد ليتعرف الجميع على بعضهم البعض ويكون الملتقى بداية لانطلاق المزيد من الأنشطة والفعاليات التي تدعم العمل في قطاع الأجهزة الطبية وحث أيضا المهتمين بالأجهزة الطبية على المشاركة في عضوية الجمعية ليدعم بعضنا بعضا وننهض بالتخصص ومجالاته بشكل متساو ومباشر. فيما أشار المهندس رأفت بن محمد سلامة رئيس لجنة الأجهزة والمستلزمات الطبية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة إلى أن مشاركة الغرفة في الملتقى مكنت الجمعية للوصول لقطاعات كبيرة من الشركات العاملة في القطاع الخاص مما مكن المنظمين من الوصول لشرائح واسعة من المجتمع وذكر أنه من المهم أن يستمر التواصل بين الجمعيات العلمية بالجامعة وبين القطاع الخاص لكي يخدم كل منهما الآخر.