أكد الشاعر الشعبي سعود الحافي أن قصيدته التي سماها «إرضاع الكبير» أثارت جدلا كبيرا في أوساط المتلقين، وخاصة بين شيوخ وعلماء الدين، مؤكدا أن بعضهم أيدها ورحب بها، بينما رفضها آخرون وانتقدوها. وأضاف في حلقة من برنامج «الثانية مع داود» أنه لم يكتب القصيدة إلا مع وجود أمر الفتوى الخاصة بهذا الموضوع التي انتشرت وأخذت مساحة كبيرة في أوساط المجتمع، فأراد أن «يدلو بدلوه» في الأمر، فنظم القصيدة. وعن اهتمامه في قصائده بالقضايا التي تمس حياة المواطنين، أكد الحافي أن ذلك هو الأصل، باعتبار أن المجالات التقليدية والموضوعات النمطية التي يتطرق إليها الشعراء الشعبيين من (مدح، غزل، هجاء) أصبحت كلها مجالات لا تهم سوى من قيلت فيه، أما التطرق إلى الموضوعات الاجتماعية اليومية ذات الجماهيرية، فهي الأهم بالنسبة للشاعر، بشكل جعل من الشاعر الشعبي أقرب إلى الناقد، وذلك بالنظر إلى قاعدته الجماهيرية العريضة بعكس أصحاب الأقلام. وأضاف أن هناك سببا آخر جعل الشعراء الشعبيين يتطرقون إلى القضايا الاجتماعية، وهو أن الشعر المطبوع أصبح جمهوره قليلا نسبيا مقارنة بالشعر المسموع (الصوتي)، الذي حقق جماهيرية في أوساط المتلقين، ما حدا بالشاعر إلى انتقاء الموضوعات التي تهم هذا الجمهور الراغب في الحضور إلى الأمسية الشعرية. ورفض الحافي اتهام الشعراء بأنهم يكرسون «النعرات» الطائفية، مؤكدا أن هذا الاتهام لا يمكن تعميمه، فكما أن هناك شعراء يزيدون النعرات الطائفية، هناك آخرون يكرهونها ويرفضون القبلية ولديهم حس وطني عال.