لجأ عدد من الشعراء في الفترة الأخيرة إلى طريقة جديدة في الوصول إلى المتلقين بحسب وجهة نظره، إذ تمثلت في هجاء المسؤولين في الإدارات الحكومية والمثقفين. ويعمد هؤلاء الشعراء إلى كتابة قصيدة هجاء في مسؤول أو مثقف، ويتسنى دعوته في إحدى الأمسيات لإلقائها أمام الحضور، بهدف كسب تعاطفهم، وصفقاتهم. كانت آخر تلك الهجاءات شهدتها أمسية أمانة منطقة الرياض، حينما تطرق أحد الشعراء المشاركين في قصيدة له بعنوان: «نادين البدير» إلى موضوع مهاجمة الكاتبة والمثقفة البدير، خصوصاً عقب مقالها الأخير، بعنوان: «حرامية جدة» اتهم فيها مسؤولي أمانة محافظة جدة بالسرقة، تلك القصيدتين حظيتا بقبول الجماهير الغفيرة الذين ارتفع صراخهم تمجيداً للشاعر الذي يعتبرونه أنصفهم. وقال الشاعر، إن البدير طالبت فيه بمساواة المرأة بالرجل بالزواج من أربعة، وهذا ما أثارته الكاتبة في مقالها الذي وجد معارضة كبيرة في الاوساط السعودية هو تجاوز ديني، وتطرقت إلى الموضوع، كوني أحمل رسالة أوصلها إلى المجتمع من خلال الشعر. وأضاف: «كارثة جدة والشفافية التي تطبقها القيادة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين جديرة بتناولها في قصيدة شعرية كواجب وطني، لأن الكارثة هم وطني، ويجب على الشعراء الخروج عن طور الغزل والتطرق إلى أمور تهم المجتمع السعودي». و شارك في الأمسية التي نظمتها الأمانة الشعراء زياد بن حجاب، وفهد الشهراني، وسعد الخلاوي، وسعود الحافي، وتنوعت قصائدهم بين الوطنية والاجتماعية والغزلية والنقدية، وافتتحوا بقصائد بمناسبة عودة الأمير سلطان بن عبدالعزيز. من جانبه، انتقد أحد الحاضرين ويدعى سلطان المالكي الطريقة التي تعامل بها الشاعر في الأمسية من خلال مهاجمته نادين البدير أو غيرها، لأنهم بشر، فلا يجوز سبهم أمام الملأ. وذكر أن الحضور تفاعلوا مع الشاعر حينما تطرق إلى أمور اجتماعية عدة، إذ أنه عمد إلى ذلك لكسب استعطافهم، وصيحاتهم خلال حضورهم الأمسية. يذكر أن الامسية التي شهدت حشوداً كبيرة من الجماهير وأدارها الشاعر والإعلامي تركي المريخي، وتعتبر الأمسية الأولى التي أقامتها أمانة مدينة الرياض خلال العام الجاري.