كشف تقرير حديث عن زيادة كبيرة في استخدام الانترنت في مصر في أعقاب ثورة 25 يناير كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك بعد 30 عاما في السلطة. ويقول التقرير الذي أعدته شركة (تكنو وايرلس) المصرية المتخصصة في التسويق الالكتروني وشبكات الهاتف المحمول انه فضلا عن الزيادة الكبيرة في عدد عدد متصفحي الشبكة ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تغير نمط اهتماماتهم بمحتويات الانترنت. ولعب الانترنت بشكل عام وموقعا فيسبوك وتويتر للتواصل الاجتماعي بشكل خاص دورا فاعلا في الانتفاضة الشعبية التي استمرت 18 يوما وأدت الى تخلي مبارك (82 عاما) عن السلطة وتسليمها للجيش في 11 فبراير شباط الماضي. واشتهرت جملة جرى تداولها على الانترنت بعد الانتفاضة الشعبية تقول "الثورة بدأت على فيسبوك وأعطاها تويتر دفعة وقادها موظف في جوجل" في اشارة الى الناشط وائل غنيم الذي يشغل منصب مدير تسويق شركة جوجل في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا. وبعد الثورة لجأ المجلس العسكري الذي يدير البلاد حاليا والحكومة السابقة برئاسة احمد شفيق والحكومة الحالية برئاسة عصام شرف الى انشاء صفحات رسمية على فيسبوك للتواصل مع الشباب الذي اطلق شرارة الثورة. وقال التقرير الذي حمل عنوان الثورة الثانية او (ثورة 2.0) - على نمط الطريقة التي تكتب بها أسماء الاصدارات المطورة من برامج الكمبيوتر - ان عدد مستخدمي الانترنت في مصر قبل 25 يناير كانون الثاني كان يبلغ 21.2 مليون شخص لكنهم وصلوا الى 23.1 مليون بعد هذا التاريخ بزيادة نسبتها 8.9 بالمئة أو ما يعادل 1.9 مليون مستخدم. وأشار التقرير الذي حصلت عليه رويترز مؤخرا الى تزايد فترات استخدام شبكة الانترنت اذ أصبح المستخدم في مصر يقضي 1800 دقيقة شهريا على الشبكة بعد الثورة مقارنة مع 900 دقيقة قبلها. وبشأن الالية التي اعتمدت عليها الشركة في جمع الاحصاءات قال مصطفى ابو جمرة رئيس مجلس ادارة تكنو وايرلس لرويترز "نعتمد على تقنيات عالية الدقة فى مراقبة واحصاء مستجدات وتغيرات الاسواق الرقمية بمصر ومن أهم هذه التقنيات استخدام قواعد بيانات ضخمة. "كما يتم رصد سلوكيات استخدام الانترنت والمتغيرات التى تطرأ عليها بصفة يومية مما يمكننا من تقديم أدق الاحصاءات والتقديرات التى تتعلق بهذا المجال." وربما تفتح هذه الزيادة الكبيرة في اعداد مستخدمي الشبكة المجال امام توسع سوق الانترنت في مصر. وقال ابو جمرة "نحن فى تكنو وايرلس نتوقع قفزات واسعة فى نشاط بيزنس (أعمال) الانترنت فى مصر بصفة خاصة ونرى ضرورة توعية متخذى القرار فى كبرى الشركات لاستخدام هذا السوق الواعد لتسويق خدماتهم ومنتجاتهم." وقال وائل الفخراني المدير التنفيذي لجوجل في مصر وشمال افريقيا لرويترز "من المؤكد ان لهذه الزيادة في اعداد المستخدمين مردود جيد على سوق الانترنت .. فكلما زاد عدد المستخدمين زاد عدد المعلنين وهو ما سيعود بالنفع على جميع الشركات العاملة في مجال الانترنت في مصر." وتناول تقرير (تكنو وايرلس) بالتفصيل حجم الزيادة في استخدام ثلاثة مواقع كان لها اثر كبير في الانتفاضة الشعبية ضد مبارك وهي فيسبوك وتويتر بالاضافة الى موقع يوتيوب لتبادل ملفات الفيديو. وذكر أن عدد مستخدمي فيسبوك قبل 25 يناير كانون الثاني كان 4.2 مليون شخص لكنه ارتفع 23.8 بالمئة بعد الثورة الى 5.2 مليون. أما تويتر فكان عدد مستخدميه قبل الثورة 26800 مستخدم زاد بعدها الى 44200. وبخصوص يوتيوب قال التقرير انه خلال الاسبوع الاول من الثورة تمت مشاهدة 8.7 مليون صفحة على الموقع من قبل مستخدمين مصريين. جاء هذا العدد برغم قطع السلطات المصرية خدمات الانترنت في جميع ربوع البلاد من 28 يناير كانون الثاني حتى الاول من فبراير شباط. ورصد التقرير الذي صدر في 20 صفحة اختلافا في سلوكيات المستخدمين المصريين على الانترنت بعد 25 يناير كانون الثاني اذ كانوا قبل هذا التاريخ "اكثر اهتماما بالترفيه" أما بعد الثورة فقد أصبح المستخدمون "أكثر دراية بكيفية استخدام ادوات الانترنت. ولاول مرة تعلموا استخدام المواقع الوسيطة والتغلب على تعطيل الشبكات الاجتماعية والبحث عن الاخبار ذات المصداقية والتركيز على ايجاد مصادر للمتابعة الحية." وقال ياسر عبد العزيز الخبير الاعلامي المصري لرويترز "شبكة الانترنت باتت احدى ادوات التغيير والفعل السياسي وهذا ما يبرر التصاعد الكبير في اعداد المستخدمين وتوقيات البقاء على الشبكة من جهة والتغير في نمط الاستخدام من جهة اخرى." وأضاف "في أوقات الغموض والخطر والتغيير السياسي وتكوين المواقف يكون من الطبيعي أن يلجأ الجمهور الى مصادر اخبارية فيما تتراجع معدلات التعرض للمحتوى الترفيهي. فبعد سنوات من تسيد المحتوى الترفيهي والرياضي والديني لمشهد الانترنت يتعاظم دور المحتوى الاخباري بسبب عودة السياسة الى الشارع."