اتهم عضو لجنة الفنون المسرحية بجمعية الثقافة والفنون في الطائف فهد الحارثي الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بأنها ظلمت المسرح، لأنها لم تبن مسرحا واحدا منذ 25 عاما. وقال: إن الجمعية تركت المسرح دون بيت يقدم من خلاله نفسه، ودون دعم مالي مناسب يتيح له فرص العمل الحقيقي، ودون أن تتولى عملية التدريب والتأهيل. جاء ذلك خلال ورقة عمل قدمها الحارثي في ندوة «فنون الثقافة التقليدية في المملكة» أقيمت مؤخرا ضمن الفعاليات الثقافية في معرض الرياض الدولي للكتاب. وأوضح الحارثي أن النجاحات التي تحققت لمسرح الجمعية عبارة عن اجتهادات شخصية قام بها أشخاص «نحتوا الصخر»، وصرفوا أموالهم من أجل وجود مسرح سعودي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المشاركات الخارجية تركت بصمتها الكبيرة في تطور المسرح السعودي واستطاعت أن تعوض غياب المعاهد المسرحية في المملكة. ووصف الموقف الرسمي من المسرح بأنه عائم تماما، مشيرا إلى عدم وجود دليل مادي ينفي أو يثبت حالة الدعم أو الرفض، مؤكدا أن المسرح المدرسي ومسرح الجامعات والشباب اختفى منذ زمن ولم يعد موجودا، إضافة لمسرح الجمعية الذي قدم ما يستطيع وفق ظروفه المادية المتاحة له ولنا، مشيرا في ذات الصدد إلى تقديم عمل مسرحي واحد لأمانة الرياض يقدم في العيد وتوازي ميزانيته ميزانية عام كامل لبعض فروع الجمعية. وقال الحارثي: إن وزارة التربية والتعليم ترعى المسرح وتهتم به دون باقي الأجهزة الحكومية، مشيرا إلى أن ذلك مستمر منذ ثمانينيات القرن الهجري الماضي. وأضاف أن تلك الفترة كانت أنضج بمراحل مما نحن عليه الآن، وكان للوزارة نشاط مسرحي مدهش بالمدارس، وعروض ومسابقات وتنافس مشتعل ومراكز صيفية وخبرات عربية، لافتا إلى أن مقارنة ذلك بالوضع الحالي يجعلك تضع «يدك على خدك» وتتأمل الفراغ في المسرح المدرسي، الذي أصبح الاهتمام به صوريا في المرحلة الحالية. وقال: إن الأندية الأدبية تلعب دورا هاما في حركة المسرح السعودي إلا أنها توقفت عند عدد بسيط من الأعمال المسرحية إثر خلاف قام بينها وبين الجمعية تخلصا منه ومن مشاكله، مستدركا أنها عادت للاهتمام بالمسرح بعد إعادة تشكيل مجالس إدارتها من بوابة استضافة بعض العروض وطباعة العديد من الإصدارات. من جانبه، قال المشرف على ورشة التدريب المسرحي بالرياض محمد العثيم في ورقة عنوانها ب «الطقس المسرحي بؤرة المسرحانية» : إن من يستطيعون تبني الطقس المسرحي لا يزالون في مشكلة، ويحتاجون لمزيد من فهم الطقوس وفعلها في النفس الإنسانية. وأشار العثيم إلى أن الطقس المسرحي لم يحظ بما يستحق من نظر رغم أنه هو الماهية في العمل المسرحي، ما يبعده عن كثير من أشكال الدراما. وأوضح أن ما يعرض في المملكة ليس بالضرورة أن يكون مسرحا، معللا ذلك بعرض كثير من الأعمال المدهشة كونها عروضا جسدية لا ترقى للروح التي بدأ فيها عالم المسرح.