ينتظر المستثمرون طرح مشروع الوجهة السياحية للهدا والشفا في الطائف للمنافسة العامة، حيث يعد من أضخم المشروعات الاستثمارية السياحية في المملكة، ومن المتوقع أن يجذب استثمارات داخلية وخارجية بأكثر من ملياري ريال في مرحلته الاولى، وأنجزت أمانة الطائف المرحلة النهائية من الدراسات الخاصة بالمشروع ومن المتوقع اطلاق المشروع قريباً بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار وضمن مشروع مذكرة التفاهم الموقعة بين صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار. ومن المتوقع فتح وجهة سياحية مختلفة كلياً عن الوجهة الحالية للشفا والهدا والتي تعد وجهة تقليدية تحتاج الى التغيير بحثاً عن تطوير الخدمات السياحية المقدمة لزوار الطائف، ويركز المشروع على تقديم حزمة من الخدمات السياحية والترفيهية في محيط محدود في كل مرحلة مع ايجاد نواة تنموية سياحية يمكن من خلالها الانطلاق الى آفاق أرحب من الخدمات والتوسع التدريجي لتغطية المحور الرئيسي للمشروع، وهناك سلسلة من المرتفعات التي تمتلك مقومات سياحية متعددة يمكن استغلالها وفق منظور يراعى طبوغرافية المكان مع الاستفادة من تجارب الدول الاوروبية في هذا المجال بما يمنح الطائف مقوماً جاذباً للسائحين الباحثين عن الطبيعة البكر والمرافق المتكاملة بعيداً عن صخب المدينة وضوضائها وسيكون المشروع أول مشروعات التخصيص بهذا الحجم في الطائف ويلقى دعماً مباشراً من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة في ظل ما يحققه المشروع من تنمية شاملة ومستدامة لمركزي الهدا والشفا مع ايجاد وجهة سياحية جديدة، واستغلال الامكانيات والفرص المتاحة لجذب القطاع الخاص المحلي والاجنبي لتصميم وتنفيذ عدد من المشروعات الاستثمارية المتنوعة بما يزيد من فرص العمل المتاحة أمام الشباب والاهالي بشكل عام، حيث يقطن بالمركزين أكثر من 50 ألف نسمة من السكان الذين يعتمدون على الزراعة كمصدر دخل رئيسي بينما دخلت السياحة كقطاع جاذب للاستثمارات وموفر مهم لفرص العمل للشباب خلال السنوات الاخيرة. وقال أمين الطائف المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج أن المشروع سيفتح وجهة سياحية غير مستغلة ويستقطب المزيد من الزوار والسائحين لهذه الوجهة التي تحمل الكثير من امكانات ومقومات النجاح، حيث سيتم استغلال الموقع بيئياً وجغرافياً بما يعكس القدرات السياحية المميزة للموقع ويعود بالنفع والفائدة على السكان خاصة مع قربه من مكةالمكرمة، وامكانية خدمة المعتمرين والحجاج مع زيادة فرص التنمية البيئية والدينية وتنمية التراث الثقافي للطائف. وأبان أن هذه الوجهة سيكون لها أثرها في تطوير القطاعات الاقتصادية المهمة مثل قطاعات الخدمات والزراعة والصناعات الزراعية والحرفية، بالإضافة الى توجيه التنمية العمرانية في المواقع السياحية بالشكل السليم دون الاضرار بالبيئة المميزة بالمكان، كما سينشط المشروع المنتجات التقليدية والحرفية التي يشتهر بإنتاجها السكان المحليون في القرى الزراعية المحيطة بالمشروع، وفتح آفاق العمل الحر للكثير من الاسر، ويشجع المشروع السكان على الاستقرار في تجمعاتهم القروية بالمنطقة بما يحد من الهجرة الى المدينة ويساعد على النمو السكاني ويعمل على وضع مخطط شامل للتنمية العمرانية المتكاملة مع ضمان تناسقه مع البيئة الطبيعية للمكان لتكون المنطقة نموذجا لتمازج البناء التقليدي مع محيطه ولا يؤثر سلباً على المنظر العام للموقع السياحي والذي سيراعى فيه الاهتمام بالبيئة وعدم الحاق أي ضرر به. ويتم من خلال المشروع ايجاد مناطق ترفيهية واسعة ومتنوعة، علاوة الى زيادة وتنويع مصادر الدخل بالمحافظة وتوفير فرص عمل وبناء قاعدة اقتصادية تعتمد على قطاعات السياحة والزراعة والصناعات الحرفية بما يعين السكان ويسهم في تقدم النشاطات المختلفة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تنفيذ المشروعات وجذب الاستثمارات المحلية والاجنبية مع تفعيل دور السياحة البيئية والتي بدأت تستحوذ على نصيب مهم من هذا القطاع. ويمتد المشروع من غرب الطائف لجنوبها بطول يزيد عن 30 كيلو متراً وعمق يناهز 13 كيلو مترا، على ارتفاع يناهز 2500 متر فوق سطح البحر، وتعمل الجهات القائمة على المشروع الضخم الاستفادة من مساحة ضخمة تقدر بأكثر من 189 كيلو متراً مربعاً من المواقع ذات الطبيعة الخلابة والبيئات الجبلية المميزة والمغطاة بأشجار العرعر والسدر والطلح والمجاميع النباتية النادرة، وتعتبر من السلاسل الجبلية الموازية لساحل البحر الأحمر وتنحدر منها أودية نحو الغرب تصب في البحر، تغطي هذه الأودية أشجار كثيفة متنوعة كما تنتشر القرى الزراعية بالمكان.