تشتهر منطقة الباحة بالعديد من الوجبات الرمضانية الخاصة جدا، ومنها «الخبز المقناة» أي الخبر المصنوع بواسطة القنا، وهي شعلة من القبس في رزمة من شجر الشث المعروف في جبال السراة. ولا يزال الأهالي بمحافظة المندق متمسكين بهذه العادة التي تعد تميزا في كرم الضيافة من خلال التنافس في تقديم أكبر رغيف من الخبز المقناة. ويعمل خبز الباحة من مقدار من دقيق القمح تعجنه مجموعة من النساء، ويضاف إليه بعض الحبوب المستخلصة من نباتات موسمية تظهر مع زراعة الحنطة، مثل السنوت والسنفاء، ثم تطرح على حجر غير سميك مستدير الشكل يصل قطره إلى متر واحد تقريبا، ويسمى هذا الحجر «الصلاة» أي ما يُصْلَى عليه بواسطة النار من خبز. ويوضع الحجر على كانون من الحديد قائم على ثلاث قوائم بديلا عن الأثافي التي هي عبارة عن ثلاثة أحجار توضع في موقد النار، وبعد أن يطرح العجين على ذلك الحجر الموضوع على نار الأثافي أو الكانون، يتم وضع المكب وهو غطاء حديدي مقبب بنصف دائرة، حيث يتم بعد ذلك إشعال النار من بقايا الحطب فوق الغطاء الحديدي، وبعد أن تنضج تنزل وينزع المكب الحديدي فتبدأ مرحلة القناة وهي رزمة من شجيرات الشث المذكورة، توقد فيها شعلة من القبس ويتم تحريكها يدويا بالتدريج على سطح الخبزة وهي مكشوفة، حتى تنضج قشرتها وتكون قوراء كالقمر، وقد اكتمل نضجها من الجهة السفلية، فيسهل نزعها وتقدم للأكل مع المرق والسمن والعسل، وغالبا ما تقدم في المناسبات في منطقة الباحة