أُختُتِمَ أمس، البرنامج الذي نظمته وزارة الخارجية بالتعاون مع أمارة منطقة مكةالمكرمة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، لزيارة وفد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون لدى المملكة وأسرهم، إلى أبرز المواقع السياحية بمحافظة الطائف، يرافقهم وكيل وزارة الخارجية لشؤون المراسم السفير عزام بن عبدالكريم القين . واشتمل برنامج الزيارة على مدى يومين متتالين زيارة قرية الكر السياحية بالهدا، وجولة بسوق عكاظ، وحضور منافسات بطولة عكاظ لجمال الخيل العربية الأصيلة، وسباقات الخيل بنادي الفروسية . وقام السفراء بزيارة إلى متحف قصر شبرا التاريخي مستمعين لشرح تعريفي عن تاريخ بناء القصر ومكوناته، التي تحوي مكتب جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود –رحمه الله- ، وشاهدوا صورًا تحكي لبعض معروضات القصر وأبرز اللقاءات التي تمت داخل أروقة قصر شبرا. وزار الضيوف المنطقة التاريخية بالطائف، وتجولوا دخل المحلات التجارية بوسط البلد ، ثم قاموا بزيارة إلى متحف "الشريف" الوطني، واستمعوا إلى شرح من صاحب المتحف علي بن خلف الشريف عن مكونات المتحف، الذي يقع في حي أم السباع داخل مبنى يحمل طابع العمارة التاريخية، تبلغ مساحته حوالي (6000) م2، يضم مجموعة كبيرة جداً من القطع التراثية بجميع أنواعها ووظائفها ومادتها، تمثل تراث وتاريخ منطقة مكةالمكرمة و الطائف خاصة، يحوي أكثر من (30) ألف قطة أثرية تاريخية مختلفة الأنواع والأحجام، وفي ختام برنامج الزيارة قام السفراء المعتمدون لدى المملكة بزيارة إلى مركز الشفا السياحي ومصانع الورد الطائفي إضافة إلى التجول في منتزه الردف السياحي. وأوضح وكيل وزارة الخارجية لشؤون المراسم السفير عزام القين أن مشاركة زيارة معالي وأصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى المملكة وأسرهم إلى محافظة لطائف وسوق عكاظ الذي يحكي آصاله تراث وتاريخ بلاد الحرمين الشريفين والجزيرة العربية يأتي امتداداً لسلسلة زيارات أخرى تنظمها وزارة الخارجية في إطار واجباتها نحو السلك الدبلوماسي لتعريفهم بالإرث الحضاري والإنساني للمملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن الخارجية قامت بترتيب زيارات سابقة إلى محافظة الإحساء ومدائن صالح بمحافظة العلا وحقل شيبه بالمنطقة الشرقية ضمن برامج مختلفة تقوم بها وزارة الخارجية طوال العام للسلك الدبلوماسي؛ لزيارة مناطق متفرقة من محافظات ومناطق المملكة الغنية والثرية جدًّا بالحضارات والثقافات القديمة والماضية والحاضرة . وأفاد أن تلك البرنامج تأتي في إطار سعي وزارة الخارجية لتأصيل الدبلوماسية العامة وعلاقاتها مع الدول والسفارات بمشاركتهم واطلاعهم على مختلف الحضارات والحداثة والتطوير في المملكة، مبيناً أن المملكة تزخر بطاقات كبيرة ونوافذ ثقافية عميقة متنوعة، لافتاً في الوقت ذاته النظر إلى أن التوجه العام إلى السياحة هو توجه للكشف عن الحضارات التي تعاقبت على أرض المملكة، فالسياحة تمثل إحدى المقومات الاستراتيجية القوية الحديثة التي ينظر إليها العالم. من جهته أكد عميد السلك الدبلوماسي سفير جمهورية جيبوتي لدى المملكة ضياء الدين سعيد بامخرمة أن سوق عكاظ يمثل حدثاً مهماً لإحياء التاريخ الأدبي والثقافي القديم والعريق للأمة العربية قاطبة، وهذا المكان الذي كان محجاً أدبياً وثقافياً لأهل العلم والأدب والثقافة في العالم القديم، مهئئاً حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأمارة منطقة مكةالمكرمة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على إعادة مكانة هذا السوق التاريخي وتفعيل دوره في ربط الحاضر بآصاله الماضي، ومعرباً عن سعادته بما شاهده من فعاليات وبرامج ضمن النسخة الثانية عشرة لسوق عكاظ والتي تمثل المخزون الحضاري والتاريخي المشترك للأمة العربية. بدوره أشار سفير جمهورية صربيا لدى المملكة محمد يوسف سباهتش بدوره إلى أن زيارتهم إلى محافظة الطائف حركت مشاعرهم وزادة من محبتهم إلى بلاد الحرمين الشريفين، كون هذه المحافظة تقع بالقرب من أطهر البقاع مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ، وما تضمه من مواقع تاريخية مرتبطة بالسيرة النبوية الشريفة ، مبيناً أن الطائف بإمكانها أن تكون نقطه مهمة في قطاع السياحة على مستوى العالم نضير ما تملكه من مقومات سياحية اضافة إلى قربها من مكةالمكرمة فهناك أجواءها الجميلة والمعتدلة في أوقات الصيف وارتفاعها عن مستوى البحر يجعلها مدينة مرغّبة لدى جميع من يأتون للسياحة من البلاد الأوروبية خاصة. وأوضح سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى المملكة علي الكايد أن هذه الجولة السياحية تعطي فكرة واضحة عما تقوم به الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من جهود جبارة للنهوض بالسياحة في السعودية، معرباً عن سعادته بالانفتاح السياحي داخل المملكة؛ مضيفاً أن المملكة تضم عدداً من المواقع التاريخية والتراثية التي لها ارتباط كبير ومشترك للأمة العربية والإسلامية ومنها سوق عكاظ التاريخي الذي يمثل مخزون أدبي وثقافي وحضاري كبير مشترك للأمة العربية، مؤكداً أن الأردن ستكون – بإذن الله – حاضرة في النسخة القادمة لسوق عكاظ .