في اطار الاسبوع الثقافي لملتقى مكة الثقافي في دورته الثانية تحدثت الدكتورة لطيفة العدواني عن أمرأة قدمت الكثير من أجل مجتمعها نموذجا وقدوة الا وهي الاميرة حصة الأحمد السديري واستهلت العدواني حديثها عن المرأة بانها نصف المجتمع فهي الأم التي تنجب الابناء وتعلمهم القيم والاخلاق الحميدة وتنشئهم على الطاعة وهي الزوجة الوفية التي تهتم بشؤون زوجها وتقوم بالمشاركة في كافة النواحي الاجتماعية والسياسية في المجتمع ترفع شأن مجتمعها وتعلي رايته بالحق ثم أوضحت العدواني بان الأميرة حصة بنت أحمد السديري هي إحدى زوجات الملك عبدالعزيز رحمه الله ولدت عام 1318 في بلدة الغاط تزوجها الملك عبدالعزيز سنة 1331 ه وتعد أكثر زوجاته إنجابا فقد ولدت له سبعة من الأبناء وسبعا من الإناث وقد كانت تدعى أم فهد ومن بعده سلطان وعبدالرحمن وتركي ونايف وسلمان وأحمد ومن البنات فلوة وشعيع وموضي ولطيفة وجواهر والجوهرة . وأضافت نشأت حصة في أسرة كبيرة وفي بيت مرب فاضل فحظيت برعاية واعية من والديها انعكست في صفاتها الحميدة التي عرفت بها وفي اهتمامها بالتعليم وحبها للخير وتحدثت عن صفاتها بأنها حصيفة ذكية وقوية شجاعة محبة للخير حريصة على العلم تقية تقدم مخافة الله على كل شي وودودة مع الكبار حنونة مع الصغار زوجة متميزة تقدر المسؤولية . تزوجها الملك عبدالعزيز صغيرة السن تعلمت منه ما يعينها على تربية أولادها أحسن تربية وتعلمت منه وهو القائد ورجل الدولة المحنك متى تلين ومتى تشتد وكان أهم ماخرجت به من الحياة معه حب العلم واحترام المعلمين كما تعلمت منه ايضا كيفية تجاوز الضعف الذي تقع فيه كثير من الامهات في تربية الابناء . كما تميزت بحس أسري عميق فقد كرست حياتها للاهتمام بتربية أولادها والعناية بشؤونهم وبرعاية بيتها الذي أنشأ وخرج كوكبة من القادة والقياديين المحنكين من ذوي الإدارة والدراية والامارة . كما استشهدت العدواني بكلام بعض المؤرخين بأنها من فضليات النساء عابدة وعلى مستوى من الوعي وتطرقت العدواني لمعاملة الملك لها بأنه يعاملها كزوجة فاضلة من كبريات زوجاته تربي أبناءها تربية عظيمة . كما وصفت العدواني قصر الاميرة بأنه مدرسة لتثقيف السادة حتى الخدم في وقت واحد وكانت تهتم بالدروس وتعلم أهميتها في تربية الأطفال . واضافت العدواني كان للأميرة أثرا بالغا في القصر بالعقل والاتزان وتدبير الامور وحميمية العلاقة مع كبار أسرة الملك عبدالعزيز كعماته وأخواته الشقيقات فكانت تبرهم جميعا برا بزوجها كما كانت علاقتها مع أزواج الملك علاقة قائمة على المحبة والالفة والاحترام المتبادل . كما أنها تداوم على قيام الليل وكثرة الصلوات وتعويد ابناءهم على ذلك . وبينت العدواني بأنها حظيت بمكانة عالية في قلوب الناس وفي قلب زوجها مستدلة بقول ابنها الملك سلمان حفظة الله بانها كانت عفيفة اللسان طيبة القلب . ومستشهدة بوصف الشاعر الأم مدرسة غذا أعددتها .. أعددت شعبا طيب الأعراق كما أن الاميرة اهتمام بالعمل الخيري والانساني إضافة لاهتمامها بالجانب العلمي حيث أنها كانت تعلم بناتها القرآن الكريم وحفظه وكانت تضع الجوائز المميزة للطلاب المتميزين لشحذ همم الاخرين .وكما أنها توفر الكتب وتوقفها لطلبة العلم . واشارت العدواني للشدة التربوية التي تعامل بها الملك عبدالعزيز مع ابنائه .والعمر الذي حظيت به هذه الام لرؤيةأولادها أمراء كبارا ومسؤولين تسلمو الملك والوزارات . وحثت العدواني الحضور بأن يسنبطوا القيم والمبادي والاعمال الجليلة التي نأمل ان يسير المجتمع على نهجها بماتحمله تلك السيرة وغيرها من سير الرائدات من أبعاد تربوية وسلوكية عليا تسهم في بناء الاجيال الحاضرة والمستقبلية . واختتمت العدواني حديثها بالشكر لملتقى مكة الثقافي الذي أتاح لها هذا المنبر لعرض تجربة الام المثالية والقدوة المثلى والنموذج الفريد مستدلةً ببعض المصادر والمراجع في ذلك .