أوصت دراسة بحثية جديدة بإلزام المعلم بأداء القَسَم عند التعيين للوظيفة لكي يستشعر دوماً قداسة المهنة وعظيم مسؤوليتها قبل طلابه، وزملائه، وتزويد كل معلم بنسخة من ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم عند التعيين والتوقيع بالاستلام،وأن تتبنى وزارة التربية والتعليم إنشاء نظام للترخيص لممارسة مهنة التعليم، فلا يزاول المعلم مهنة التعليم إلا بعد الحصول على رخصة التدريس. وشددت الدراسة على أهمية المواثيق الأخلاقية لمن يعمل في مهنة التعليم، كون التحدي الحقيقي لنجاح مهنة التعليم هو أن يجد ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم طريقه للتطبيق العملي، ولا يكون مجرد مواد وشعارات مكتوبة فقط؛ بل يجب أن يستخدم في المواقف التعليمية لتيسير سبل التعامل والتواصل، وتحسين الأداء، وخدمة أهداف المجتمع. أكد ذلك الباحث المشرف التربوي بإدارة الثقافة والتعليم للقوات المسلحة يحيى بن محمد بن علي الخبراني، خلال مشاركته بالرياض أمس في اختتام أعمال اللقاء السنوي الخامس عشر للجمعية السعودية تحت عنوان "تطور التعليم: رؤى، ونماذج، ومتطلبات". وشمل مجتمع الدراسة جميع معلمي المرحلة الثانوية العامة الحكومية بنين "نهاري" بمدينة الرياض وعددهم "3212" معلماً حسب إحصائية مركز المعلومات والحاسب الآلي بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالرياض للعام الدراسي ،1429-1430. وأختار الباحث عينة دراسته بالطريقة العنقودية العشوائية، وذلك بتحديد مكاتب التربية والتعليم بمدينة الرياض، التي بلغ عددها "10" مكاتب "الجنوب، الدرعية، الدفاع، الروابي، الروضة، السويدي، الشرق، الشمال، الغرب، الوسط" ومن ثم اختيار المدارس بطريقة عشوائية بنسبة 25% من كل مكتب إشراف، بعد ذلك تم اختيار عينة عشوائية من معلمي المرحلة الثانوية لكل مدرسة تم تحديدها، وقد بلغ حجم العينة "642" معلماً بنسبة "20%" من مجتمع الدراسة الأصلي. وأضاف الخبراني أن على المؤسسات المعنية بإعداد المعلم وتأهيله إيجاد البرامج المتميزة والمناهج والمقررات التي تسهم في رفع الأداء المهني والأخلاقي للمعلم، بحيث تكون أخلاقيات مهنة التعليم متطلباً رئيساً في تأهيل المعلمين،والتأكيد على المعلم بأن دوره لا يقتصر على التعليم ونقل المعارف فقط، بل يترجم أخلاقيات المهنة وأهدافها و ما تمليه عليه السياسة التعليمية إلى واقع عملي سلوكي يهتم بالنمو المتكامل للطالب روحياً، وعقلياً، واجتماعياً، ونفسياً، وتفعيل دور وسائل الإعلام في التوعية بإقامة البرامج التي تتناول أهمية مهنة التعليم، ودور المعلم، والتعريف بميثاق أخلاقيات مهنة التعليم، وأن يكون هناك دور تعاوني وتكاملي بين المؤسسات التربوية والإعلامية. وطالب الخبراني وزارة التربية والتعليم بتفعيل مواد ومبادئ ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم بين المعلمين، وذلك من خلال الدورات التدريبية، والأنشطة، وورش العمل، وإقامة الندوات، والبحوث، والدراسات التي تتعلق بأخلاقيات المهنة،ومراجعة ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم من الجهات ذات الاختصاص كل خمس سنوات، مع إضافة ما يحتاج إليه من أخلاقيات لم تذكر من قبل،ووضع معايير واختبارات مقننه تضمن اختيار أفضل مخرجات التعليم العام للقبول في كليات إعداد المعلمين للحد ممن يسيء إلى مهنة التعليم،ومعايير للتقويم الذاتي لجميع المعلمين عن مدى ممارستهم لأخلاقيات مهنة التعليم، على أن يقوم كل معلم بتعبئة تقويمه ذاتياً؛ ليحدد جوانب القوة وجوانب الضعف في أدائه المهني، وممارساته السلوكية؛ ليعزز نقاط القوة، ويعالج نقاط الضعف. وأوصى الباحث بإجراء دراسات تتعلق بمعوقات تفعيل ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم