تعكف اللجنة العلمية لكرسي آل سعيدان لأبحاث الاضطرابات السلوكية الجينية بجامعة الطائف، والممول من مؤسسة محمد بن عبدالله بن سعيدان الخيرية، على مناقشة المستجدات البحثية وأعمال الكرسي المختلفة. وأوضح المشرف على الكرسي الدكتور عادل التراس أن أبحاث الكرسي الحالية، والتي يقوم بها فريق علمي متميز من عمادة البحث العلمي وكلية العلوم الطبية بتربة، وكلية التربية بجامعة الأزهر، تتناول موضوعات علمية حديثة متميزة، حيث تتركز حالياً بالتعاون مع مستشفى الصحة النفسية من أجل توضيح الهوية الجينية للخارجين عن القانون "يقصد بذلك المجرمين ومعتادي الإجرام". وبيّن "التراس" أن هناك حوالي 30 جيناً مرتبطة بأعمال العنف والقتل، وأهم هذه الجينات هو جين (المونو أمينو أوكسيديز) الذي يتحكم في التعبير الجيني لجينات الدوبامين والسيروتونين. وتتميز جينات الدوبامين بأن منها ناقلات ومستقبلات جينية، وفي بعض الجينات نجد أن لها أكثر من 10 أليلات، وتتباين تراكيبها الوراثية في تعبيراتها؛ فالبعض منها يسمى Premeditated aggression وهي المسؤولة عن العدوان مع سبق الإصرار، بينما البعض الآخر من تلك التراكيب الجينية يسمى impulsive aggression مسبباً العدوان المندفع أو المتسرع، وتتحكم في ذلك تراكيب وراثية موجودة على كروموسومات الجنس (XY) والبعض من هذه التراكيب الوراثية مرتبط بأعراق وأجناس الشعوب، ويتميز تركيبها الوراثي بوجود تضاعف تلك التكرارات الأليلية للجين، مما ينجم عنه سلوكيات الفرد واتجاهاته نحو العنف والجريمة والقتل. وأشار "التراس" إلى أن هذه الدراسة هي الأولى التي تبحث في العلاقة بين العنف والجينات جزيئياً، وسوف يساهم ذلك في عمل البصمة الوراثية لجينات العنف.