أكدت مصادر مطلعة أن وزارة التربية والتعليم السعودية تتجه وبشكل قوي إلى إلغاء نظام التقويم المستمر المدرسي المطبق على طلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، بعد أن أثبتت التجربة التي استمرت أكثر من خمسة أعوام فشله الذريع، وعدم حصول المنفعة التعليمية والتربوية التي كان يؤملها المشرعون له. وأوضحت مديرة القياس والتقويم المستمر السابقة في تعليم جدة روعة الرشيد أن موضوع تغيير نظام التقويم المستمر لمدارس السعودية موضوع حالياً على طاولة وزير التربية السعودي الأمير فيصل بن عبدالله، ويناقش بشكل جدي للبت حياله، ووضع البدائل التعليمية الأخرى التي يمكن أن تساعد على رفع وتطوير العملية التعليمية داخل السعودية. وأشارت إلى أن هناك مقترحاً تعليمياً قدمته وعدد من التربويين يأتي كبديل جيد لنظام التقويم المستمر، وأسند بعدد من التقارير المفصلة والموضحة لمنهجيته، وقالت: «قدمنا مقترح «المنظومة الربعية» كبديل تعليمي لتطبيقه عوضاً عن نظام التقويم المستمر، وهو نظام يعتمد على إجراء الاختبارات على أربع فترات للطالب والطالبة، تقسم خلال أجزاء العام الدراسي، ويمنح فرصةً مميزة للقياس الموضوعي للطلاب، ويؤدي في نفس الوقت إلى تراكم معرفي جيد». وأضافت أن نقص المعرفة لدى المعلمين والمعلمات بنظام التقويم المستمر يعد من أهم المسببات التي أدت إلى ضعفه وعدم تطبيقه التطبيق الأمثل ما أدى بدوره إلى عدم حصول الفائدة المرجوة منه، وبالتالي عدم وصول العملية والخطط التعليمية والتربوية إلى مقاصدها الأساسية. ولفتت الرشيد إلى أن غموض اللائحة الخاصة بنظام التقويم المستمر أدى إلى جنوح عدد من المحافظات التعليمية عن أهداف النظام وشموليته الأساسية اجتهاداً منها بغير علم ولا هدى، لدرجة أن بعض تلك المحافظات وصلت درجة الانحراف الكامل عن المنهج التعليمي السليم والمقرر لها أساساً. وألمحت مديرة القياس والتقويم المستمر السابقة إلى أن القرار الجديد والمنتظر إصداره خلال الفترة القليلة المقبلة لن يبقي على نظام التقويم المستمر وتطبيقه داخل المدارس حتى في أسوأ الحالات، ولكنه إن رغب في الإبقاء عليه فإنه سيعمد إلى إدخال بعض التعديلات الأساسية على آلياته الموضوعة بهدف التوصل إلى المنهج التربوي السليم الذي يؤكد ويراعي تقويم العملية التربوية وتطويرها إلى الدرجة الأفضل. ونبهت الرشيد إلى أن الوزارة ربما تلجأ إلى خيار تعليمي آخر وهو الخلط بين منظومة الاختبارات الحديثة «المنظومة الربعية»، والتقويم المستمر بطريقة تحقق الهدف الرئيس من دمج طرائق التعليم، مشددةً على أهمية التعديل والتغيير في كل الآليات المستخدمة في عمليات التقويم والتحديث لمناهج التربية والتعليم، أو حتى في بعض الأساليب المتبعة، والتي تتم من طريقها قياس النتائج التربوية والتعليمية.