أدى برد الشتاء القارس، الذي يضرب محافظة الطائف حالياً، إلى انخفاض الاستثمار الزراعي في المحافظة بنسبة تصل إلى 20 في المائة، حيث تقلصت المساحة الزراعية في الفترة الحالية، لتشمل المحميات التي تحتاج لمصدات رياح، وتغطية كاملة لضمان عدم وصول البرد والصقيع للمحاصيل الزراعية، كما شكّلت قلة الأمطار عاملاً آخر، أسهم في خفض نسبة الاستثمار، ولاسيما في المزارع المكشوفة التي تستهلك كميات كبيرة من المياه. ووفقاً لخبر الزميل "خالد الجعيد"،- نشرته ''الاقتصادية'' أمس -، فإن عائش الطلحي، رئيس جمعية المزارعين في محافظة الطائف، قال إن برودة الجو، وقلة الأمطار، قلّصا المساحة المستثمرة زراعياً في المحافظة لنسبة تصل إلى 20 في المائة من إجمالي المناطق المزروعة في جميع ضواحي الطائف. وأضاف أن المزارع المكشوفة هي الأكثر تضرراً من البرد والصقيع، وقال: ''في موسم البرد لا يستطيع مزارعو الطائف أن يزرعوا الخضراوات، كالطماطم والفاصوليا، فالبرد ليس موسم زراعة في المحافظة، إلا أن بعضاً من ضواحي الطائف فيها بيوت محمية لها مصدات للرياح، ومغطاة بشكل كامل''. وتابع الطلحي، أن البيوت المحمية بدأت بالانتشار في عدد من ضواحي المحافظة، كالجنوب، وبلاد قريش، والسيل الكبير، والصغير، لأنها تحقق استمرارية للزراعة في الشتاء، ولا سيما في أوقات الصقيع، كما أنها تعمل على وفرة المياه، وزيادة الإنتاج بشكل أكبر. وعن المواقع التي لا يزال الاستثمار الزراعي فيها قائم، أشار إلى منطقتي الشفا والهدا السياحيتين، وكذلك جنوب المحافظة وشمالها. واستدرك قائلاً: ''المحاصيل الزراعية المستثمرة تختلف من موقع لآخر، فجنوبالطائف ينحصر استثماره في العنب، والرمان، وبعض الخضراوات، وشماله يشتهر بزراعة التمور، في حين أن الشفا تشتهر بزراعة الورد، وبعض أشجار الفواكه كالتين''. وأكد أن الشتاء أسهم في خفض إنتاج المحاصيل الزراعية عدا بعض المحميات التي تُنتج عدداً من المحاصيل كالخضراوات، موضحاً أن الاستثمار الزراعي في موسم الصيف يرتفع، لأن أكثر زراعة محافظة الطائف، منذ القدم، موسمية صيفية، وفقاً لقوله. وذكر، أن الزراعة الموسمية من شأنها تحريك الاستثمار الزراعي في المزارع المكشوفة، ما يؤدي إلى زيادة كمية إنتاج المحاصيل، بعد مرورها بحالة ركود في الشتاء. وشدد رئيس جمعية محافظي الطائف، على أهمية وضع مصدات للرياح الباردة، ومحميات ضد البرد والصقيع، لتحقيق إنتاج جيد في موسم الشتاء، مضيفاً أن الخضراوات الورقية تعد أبرز المنتجات الزراعية في الطائف في هذه الأيام. ومعلوم أن محافظة الطائف، تزف في كل صيف إلى مصطافيها وزوارها، جني ثمار موسمها، مثل العنب، والرمان، والتين، والمشمش، والخوخ، والبخارى، والعناب، واللوز البجلي، والتفاح، والتين الشوكي (البرشومي)، والسفرجل، والتوت، وهي ثمار اشتهرت بها المحافظة زراعياً منذ القدم، لموقعها المتميز، وخصوبة تربتها، وعذوبة مياهها. وتنتشر مزارع هذه الفاكهة الموسمية في أغلب أودية الطائف، ومنها أودية بني مالك، وثقيف، وبالحارث، وبني سعد، وثمالة، وليه، والهدا، والشفا، ووادي محرم، وبلاد قريش . يُذكر أن المراكز الجنوبية للمحافظة، من المراكز المنتجة لجميع أنواع الفواكه، كميسان بلحارث، وبني سعد، وبني مالك، وثقيف، وهي تنتج نصف فواكه الطائف تقريباً، بسبب توافر فرص نجاح الزراعة، من تربة خصبة وكميات كبيرة من المياه