أعلنت وزارة العمل أن الآلية الجديدة الخاصة بترتيبات تصحيح أوضاع المقيمين العاملين فى السعودية سترى النور خلال أيام قليلة، متضمنة تفاصيل وشروط تصحيح أوضاع العمالة المخالفة، وذلك فى إطار تصحيح أوضاع المخالفين بالتنسيق مع الجهات المعنية قبل انتهاء مهلة الثلاثة أشهر التى منحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، للعمالة المخالفة، والتى مضى منها نحو شهر حتى الآن. وقال حطاب العنزى المتحدث الرسمى للوزارة لصحيفة "الاقتصادية" اليوم: "ننتظر حتى يتم الإعلان عن آلية تصحيح أوضاع العمالة المخالفة خلال وقت قريب، وستحتوى على تفاصيل كيفية التعامل مع الحملة التصحيحية". إلى ذلك أوضح مصدر رفيع فى وزارة الداخلية السعودية أنه منوط بالمديرية العامة للجوازات التحقق من مدى نظامية المقيم من عدمها، خلال فترة الأشهر الثلاثة التصحيحية سارية المفعول. وبين المصدر أن الجوازات تعد جهة مرجعية فيما يتعلق بصحة إقامة المقيمين على الأراضى السعودية، دون دخول فى تفاصيل تنظيمات وزارة العمل. وأكد المصدر أن المديرية العامة للجوازات مستمرة فى تطبيق قوانينها الخاصة بالمقيمين غير النظاميين، سواء الذين دخلوا البلاد بطريقة غير نظامية أو أولئك، الذين أتوا إلى المملكة لغرض محدد ثم تخلّفوا عن العودة إلى بلدانهم. ونبّه المصدر على أن الجوازات تتخذ إجراءاتها المشددة فى ذلك كالترحيل عن البلاد أو غيره من الإجراءات المتبعة. وكانت وزارة الداخلية السعودية قد دعت الوافدين المخالفين لنظامى الإقامة والعمل كافة إلى الاستفادة من مهلة الأشهر الثلاثة، وذلك بالمسارعة إلى مراجعة الجهات المعنية لتصحيح أوضاعهم، وفقاً للأنظمة المعمول بها. وأكدت الوزارة أنه بعد انتهاء هذه المهلة سيتم تطبيق العقوبات المقررة نظاماً بحق أى مخالف من الوافدين والسعوديين المشغلين لهم بكل حزم، ولن يكون هناك أى تهاون فى ذلك. من جانبه، حث أحمد الحميدان، وكيل وزارة العمل السعودية للشئون العمالية، جميع الشركات، والعمالة المخالفة، إلى مراجعتها لتصحيح أوضاعها قبل نهاية المهلة المحددة بالأمر الملكى، مؤكدا أن الوزارة ستسهل جميع الإجراءات، بالتنسيق مع الجهات المعنية، لتصحيح أوضاع العمالة المخالفة. وأشار إلى استقبال السعودية سنويا أكثر من 5ر1 مليون وافد يعملون فى شتى المهن، لافتاً إلى أن وزارته تهدف إلى تقليل استقدام العمالة الوافدة، والاكتفاء بالعمالة الموجودة فى السوق المحلية. فى الوقت نفسه، استمر تكدس الآلاف من العمالة الأجنبية أمام الأجهزة المختصة بنقل الكفالات أومكاتب الجوازات السعودية وسفارات وقنصليات بلادهم، لتصحيح أوضاعهم أو تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرات خروج نهائى، مستفيدين من قرار العفو الملكى الذى يسمح لهم بالمغادرة دون دفع أى رسوم أو غرامات سابقة. ويشكو هؤلاء العمال من مرور الوقت، الأيام والأسابيع، دون السماح لهم بالمغادرة إلى بلادهم أو إتاحة الفرصة للعمل، لكى يحصلوا على أموال يقتادون بها، حيث إنه لا مورد لهم حاليا سوى بعض الإعانات من سفاراتهم. يذكر أن الغالبية العظمى من المخالفات العمالية، عبارة عن بلاغات "هروب كيدية" فى مكاتب العمل كان يقوم بها رجال أعمال سعوديون ضد مكفوليهم فور وصولهم إلى أرض المملكة وفق سيناريو ما يسمى بالتأشيرة الحرة المتفق عليه، حتى يسمح لهؤلاء السعوديين باستقدام عمالة أخرى غيرهم يتاجرون بها وهلم جرا.