صدرت دراسة حديثة عن سوق عكاظ بالطائف أكدت أهمية التوسع في مشاركة المثقفين بالمملكة في اقتراح وتقييم البرنامج الثقافي الذي ينفذ في سوق عكاظ بحيث تتسع قاعدة المشاركين لتشمل مختلف الأنماط الثقافية لضمان التنوع في المنتج الثقافي للسوق وذلك من خلال استمارات لاستطلاع الرأي ومقابلات شخصية واجتماعات مع الأدباء والمثقفين والاندية الثقافية في مختلف مناطق المملكة ، مشيرة إلى الجهد الكبير الذي قامت به اللجنة الثقافية خلال الفترة الماضية . وقد تضمنت الدراسة التي قام بها الدكتور محمد قاري السيد ، مقدمة تشير الى المراحل التي تم فيها تأسيس السوق في نسخته الجديدة ومعلومات نظرية عن الموقع والمساحة والتكوين الطبوغرافي لمنطقة السوق والمقومات التراثية والأثرية والعمرانية والسكان وتأثير السوق على المجتمع المحلي ودوره في تنشيط الحركة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية ، اضافة الى تناول سريع لبعض المناشط ومنجزات البنية التحتية التي اقيمت في السوق . وتأتي الدراسة التي تقع في 130 صفحة من القطع العادي كخطوة اولى من سلسلة من الدراسات التي ترمي الى التعريف بالسياحة الثقافية والتاريخية والتركيز على البعد الحضاري للمملكة وتفاعل كافة المنجزات التنموية والسياحية للتعريف على الابعاد الحضارية للمملكة في ظل الحراك الثقافي والسياحي الذي تعيشه المملكة. وقد تناول الباحث الدورات السابقة لسوق عكاظ بقراءة للاحصائيات والمعلومات التي تم توفيرها من مصادر مختلفة وفي مقدمتها الاحصاءات التي صدرت عن الهيئة العامة للسياحة والآثار ومراكز المعلومات المحلية .. وخلصت الدراسة إلى ان أهم مقومات نجاح السوق الرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ( حفظه الله ) للسوق والجهد الكبير الذي يقوم به صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الاشرافية العليا لتطوير السوق بالاضافة إلى تفاعل العديد من الجهات المختصة وفي مقدمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار والمساهمة الفاعلة للمجتمع المحلي بالطائف لإنجاح السوق برئاسة معالي محافظ الطائف فهد بن معمر رئيس اللجنة التنفيذية التي تضم العديد من المثقفين والمسؤولين من القطاعين العام والخاص . وتضمنت الدراسة العديد من التوصيات ومنها توسيع قاعدة مشاركة الأدباء والمثقفين في اعداد البرنامج الثقافي واقتراح مناشط ثقافية للسوق ، واقامة مركز بحثي عن سوق عكاظ واصدار مطبوعة موثقة في التاريخ والآثار وتكوين قاعدة معلومات ثقافية وتاريخية وآثرية بالتعاون مع المراكز البحثية المتخصصة ، والتوسع في الأنشطة لتمتد الى نهاية فترة اقامة السوق مع دراسة استغلال مقومات السوق طوال العام من خلال ايجاد مناسبات ثقافية وفكرية واقتصادية وسياحية وغيرها ، وتوفير المزيد من الخدمات في السوق كدورات المياه والمطاعم ووسائل الترفيه والجولات السياحية والاهتمام بالانشطة المخصصة للنساء والاطفال لاستقطاب اكبر عدد من الزوار ، والتوسع في برنامج مسابقات السوق لتشمل القصة والرواية والنقد ، ودعوة اعلاميين من خارج المملكة للمشاركة في تغطية فعاليات السوق مع التركيز على القنوات الثقافية ، وتنشيط الجوانب الاقتصادية باقامة مهرجان للتسوق يضم المنتجات التراثية في الاقطار العربية والاسلامية ، ودراسة تغيير موعد اقامة السوق ليكون خلال الموسم السياحي ( الاجازات المدرسية ) لضمان حضور اكبر عدد ممكن من المشاركين والزوار ، واقامة صالات مفتوحة ومغلقة الانشطة الثقافية والفنية وقاعة كبرى للمحاضرات والندوات ولعروض الفنون الشعبية مع التوسع في مشاركات الفرق الشعبية لتشمل فرقا من مختلف مناطق المملكة ومن الدول العربية ، وتطوير الموقع الالكتروني والتوسع في استغلال الاعلام الجديد واصدار نشرة يومية عن فعاليات السوق ودراسة اطلاق قناة للسوق مؤقتة او دائمة ، وتشجيع المبادرات والاختراعات على امتداد الوطن العربي والاسلامي والتركيز في المرحلة الاولى على الابداعات المحلية والخليجية ، وتخفيض اسعار الخدمات وخصوصا الايواء والترفيه وتوفير الخدمات المناسبة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة .