استمرت الدعوات في العالمين العربي والإسلامي للتحرك بمواجهة الفيلم المسيء للرسول الذي أنتجه أقباط مصريون في الولاياتالمتحدة، حيث دعت حركة الإخوان المسلمين في مصر إلى وقفات احتجاجية في جميع أنحاء البلاد غدا، فيما شهدت تونس احتجاجات أمام السفارة الأميركية. أما الحدث الأبرز الذي رافق هذه الاحتجاجات كان مقتل السفير الأميركي في طرابلس كريس ستيفنز وعدد من مرافقيه، على يد غاضبين قصفوا القنصلية الأميركية في بنغازي بصاروخ ليل أول من أمس، حيث كان السفير متواجدا. وقدم رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي محمد المقريف اعتذارا "للولايات المتحدة والشعب الأميركي" بعد مقتل السفير. وقال في مؤتمر صحفي "نعتذر للولايات المتحدة وللشعب الأميركي ولكل العالم عما حدث ونحن والحكومة الأميركية نقف في صف واحد في مواجهة هؤلاء المجرمين القتلة"، واصفا الهجوم على القنصلية ب"الجبان" و"القذر". وأضاف المقريف أن "ما حدث بالأمس يتزامن مع 11 سبتمبر وله مدلول واضح"، في إشارة إلى تنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات 11سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. ولاقت عملية مقتل السفير ردود فعل شاجبة، حيث دان الرئيس الأميركي باراك أوباما الهجوم بشدة. وأضاف "الآن يصلي الشعب الأميركي من أجل عائلات الأشخاص الذين فقدوا.. والذين جسدوا التزام الولاياتالمتحدة بالحرية والعدالة والشراكة مع الدول والشعوب في أنحاء العالم، ويقفون على الجانب الآخر من هؤلاء الذين سلبوهم حياتهم دون رحمة". وقال "لقد أوعزت لإدارتي بتوفير جميع الموارد الضرورية لدعم أمن موظفينا في ليبيا وزيادة الأمن في مواقعنا الدبلوماسية في أنحاء العالم"، مؤكدا أنه ستتم محاكمة القتلة. بدورها اعتبرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أن مقتل السفير الأميركي تم على أيدي "مجموعة متوحشة ولكن صغيرة" في هجوم يجب أن "يهز ضمائر" الناس من جميع المعتقدات. وقالت هيلاري "يتساءل الأميركيون كيف يمكن أن يقتل سفير دولة ساهمت بتحرير الشعب الليبي من العبودية" إلا أن كلينتون وعدت بألا تدير بلادها ظهرها لليبيا في سعيها لبناء مستقبل جديد بعد الهجوم. ودانت الأممالمتحدة بأشد العبارات مقتل السفير الأميركي في ليبيا. وقال جفري فلتمان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أمام مجلس الأمن الدولي "ندين بأشد العبارات" هجوم بنغازي، مضيفا أن عملية القتل "تزيد التأكيد على التحديات الأمنية التي تواجه السلطات في ليبيا". ودعت فرنسا السلطات الليبية إلى "التحرك" و"اعتقال قتلة" السفير. ودعا الاتحاد الأوروبي السلطات الليبية إلى الإسراع في اتخاذ تدابير لحماية الدبلوماسيين والموظفين الأجانب الموجودين في ليبيا، معربا عن إدانته للاعتداء الذي استهدف القنصلية الأميركية. من جهة أخرى، أعرب مسؤول أوروبي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته عن أسفه لإخفاق أجهزة الأمن الليبية في تأمين "حماية فعالة" للقنصلية الأميركية، مشيرا إلى أن اتفاقية فيينا تنص على هذا الواجب. كما دان كل من رئيس الحكومة الإيطالية ماريو مونتي، ووزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند، ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، ووزير الخارجية الكندي جون بيرد، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، ورئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، ومجموعة المحافظين في البرلمان الأوروبي الهجوم على القنصلية واصفة إياه ب"الهجوم الإرهابي". بحسب صحيفة "الوطن" وفي القاهرة دان رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الفيلم المسيء للنبي محمد معتبرا أنه "في منتهى التدني الأخلاقي" ولكنه دعا إلى "ضبط النفس". وقال في مؤتمر صحفي في القاهرة إن "الفيلم المسيء للرسول في منتهى التدني الأخلاقي وجموع الشعب المصري، بمسلميه ومسيحييه، يعبرون عن غضبهم ورفضهم لهذه الإساءة، والحكومة ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بهذا الشأن"، مضيفا "نناشد شعب مصر العظيم أن يلتزم في التعبير عن الغضب بضبط النفس". ودعت جماعة الإخوان المسلمين إلى وقفات احتجاجية في جميع أنحاء البلاد غدا. وقال محمود حسين الأمين العام لحركة الإخوان المسلمين في بيان "إن الجماعة تدعو إلى عمل وقفات احتجاجية سلمية لاستنكار الإساءة للمعتقدات الدينية، والإساءة لرسول الله.. وذلك بعد صلاة الجمعة المقبلة.. أمام المساجد الرئيسية في جميع محافظات مصر". كما دعت الجماعة "كل القوى الوطنية للمشاركة في هذه الوقفات". وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن منتج الفيلم هو الإسرائيلي الأميركي سام باسيل، إلا إن الإعلام المصري يقول إن أقباطا مصريين يعيشون في الولاياتالمتحدة شاركوا في إنتاجه.