تقوم وزارة الزراعة بتنفيذ مشروع تقليم الغابات في محافظة الطائف كمرحلة أولى على مساحة 800 ألف متر مربع وهو أحد المشروعات الداعمة للغطاء النباتي في المحافظة وبخاصة على سلسلة جبال السروات التي تحتضن بيئات مميزة يغلب عليها الكثافة النباتية وبالذات أشجار العرعر التي تمتد على مساحات شاسعة من المرتفعات، وقد قامت الوزارة بتركيب 250 لوحة ارشادية وتوعوية للمحافظة على الثروة النباتية ومنع المساس بهذا الغطاء الأخضر. وتحتضن محافظة الطائف أكثر من ثلاثة ملايين دونم من الغابات الشجرية الكثيفة التي تضم مجاميع ضخمة من أشجار العرعر والطلح والسيال والضهيان والقرظ والسلم والضرو والاثل والعتم والسدر، وتتركز معظم الغابات الخضراء في المرتفعات التي تشهد أجواء مطيرة، وتمتد غابات الطائف من مركز الهدا مروراً بمركز الشفا وبني سعد وميسان بالحارث وثقيف وحتى الوصول إلى بني مالك وتزداد كلما زاد الارتفاع باتجاه الجنوب ، وتشكل الغابات بالطائف ما نسبته 10 بالمائة من مجمل الغابات بالمحافظة وتضم مرتفعات بني مالك 860 ألف دونم من الغابات الكثيفة وتشكل ما نسبته 286 بالمائة من مجموع غابات الطائف. وفي بني سعد 500 ألف دونم وفي ميسان بلحارث 740 دونم من الغابات وفي ثقيف 600 ألف دونم. وتسود بين أشجار الغابات عشائر نباتية من الأشجار والشجيرات والنباتات الدائمة والحولية ومن أهم الغابات غابات الشفا والهدا المعروفة ذات الكثافة المتوسطة وبمسافة لا تبعد عنها كثيراً تقع مجمعات شجرية في بعض الأودية كعشيرة والقراحين وفي ناحية بني سعد غابات جميلة بشفا ربيع ووادي الجمالين. أما من ناحية ميسان بلحارث فتزدهر الغابات بشكل ملحوظ نتيجة ارتفاع المنطقة وزيادة هطول الأمطار عليها وبالمنطقة غابات اعذب والصخرة وبيضان واثبة والهيجة إضافة إلى غابات أخرى على طول المرتفعات كما تشتهر ثقيف بغاباتها الكثيفة ودائمة الخضرة وطقسها الرائع على مدار العام، ومن غاباتها عمد ووادي موقر وحثوى وشعب الغول وغيرها، وفي بني مالك تصل غابات الطائف إلى الكثافة القصوى لها وبنسبة تصل إلى 70 بالمائة في نواحي جبل الصار وسيداء والوحل واوقاه وجبل عروان وعقبة قاحس. وتزدان بيئة الجبال المرتفعة بأشجار العرعر التي تنمو على ارتفاعات شاهقة وتساعدها الأمطار على الازدهار والنماء بجوار أشجار الشربين. أما في المرتفعات الأقل فتنمو أشجار الزيتون البري (العتم) والضرو والاثب والجميز (التالق) وفي التلال التي لا تبلغ ارتفاعاتها مستويات شاهقة تزدهر الاكاسيا والطلح والسدر والسلم، وتغدو بطون الأودية بيئة خصبة لهذه الأشجار التي تنمو في مجاميع كبيرة ومتفرقة وفي السهول تكثر الحشائش مثل والثمام والضعة والصبط وينتشر العوسج والسرح، ولا تقتصر فوائد الغابات على توفير مواقع للتنزه بل هي مصدر للخشب والحطب والصمغ العربي في أشجار الضهيان والمواد الدباغية في قشرة أشجار الاكاسيا والثمار في أنواع مختلفة من أشجار الضرو والحماط والأثب والجميز والسدر والنيم. كما توفر الغابات أعلافاً للحيوانات، وهناك استعمالات علاجية شعبية لبعض أعشاب الغابات كالسداب والسنوت والحبق والضرم والطياق والعثرب والعشر والذيبة والنيم والعرعر، وللحفاظ على هذه بيئة هذه الغابات المتميزة قامت وزارة الزراعة بوضع 100 برميل نفايات في مواقع المتنزهات بالغابات.