بداية أتقدم بأحر التعازي لوالدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة الكريمة في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته. في الواقع، الأمير نايف مدرسة أستاذها الزمن ودروسها التجارب ورحيله فاجعة وصدمة موجعة في النفوس، حيث إنه، رجل الدولة والسلام والقيادة وراعي الأمن بعد الله عز وجل في هذه الدولة المباركة مقتدياً في ذلك بوالده المؤسس الراحل الملك عبد العزيز رحمه الله في بناء هذا الكيان العظيم، والحفاظ على تماسكه وكان يحمل هم الوطن وهو العين الساهرة في حماية الوطن طوال العقود الماضية على الرغم من الأعاصير التي كادت أن تعصف بالمنطقة في أمنها واستقرارها. إن رحيله ترك فراغاً كبيراً من الصعب تعويضه وإن الوطن فقد رجلاً عظيماً تعلمنا منه دروساً وتجارب كثيرة حتى آخر يوم في حياته، وعندما يذكر اسم الأمير نايف يذكر الأمن والاطمئنان والاستقرار، وبفكره الثاقب قضى على الإرهاب، وكافح الأفكار الهدامة التي تستهدف الشباب، وأرى أن تجمع أفكاره النيرة وخطاباته المؤثرة الجميلة القوية في كتاب وتدرس في الجامعات ومدارس التعليم العام، وخاصة في ضوء الدراسات والأبحاث التي تهتم بها أكاديمية نايف للعلوم الأمنية.. أضف إلى ذلك حرصه على توظيف الشباب والقضاء على البطالة .. وساهم مساهمة فعالة في دفع عملية التطور والتقدم في اتجاه الاستقرار والأمن والازدهار. إن موته خسارة كبيرة حيث إن له مواقف كبيرة في أعمال البر والخير، والعطف على الفقراء والأرامل والمطلقات والأيتام والمساكين، وضرب أروع الأمثلة في التكافل الاجتماعي، وتلمس مطالب المحتاجين، وتوزيع المساعدات الإنسانية في كافة بقاع الأرض، أضف إلى ذلك أن مدرسته كانت مركز إشعاع ديني دعمت السنة النبوية الشريفة والحرص على تعاليمها في العالم أجمع، وإجراء المسابقات، ورصد كافة الجوائز التشجيعية لها، والحديث يطول ويطول عن مآثر الفقيد لقد خلف ورائه مآثر عظيمة منها رجاحة عقله وحزمه وعدله وحكمته. وبعد أن ترجل الفارس عن جواده كان لنا في الأمير المحبوب سلمان ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع فهو خير خلف لخير سلف .. فهو رجل إداري ناجح وخير شاهد على ذلك تطوير مدينة الرياض، وحقق العديد من الإنجازات لهذه البلاد المباركة. وإن اختيار صاحب السمو الملكي الأمير: أحمد بن عبد العزيز وزيراً للداخلية قرار صائب حيث لديه الخبرة والدراية والحنكة السياسية ودرس بمدرسة نايف مما تؤهله لحماية مكتسبات الوطن، والمساهمة في بنائه. أدام الله على وطننا أمنه واستقراره، وأن يحفظ لهذه البلاد قيادتها وأمنها واستقرارها.