في زمن تكثر فيه الملصقات الدعائية عن السياحة بأنواعها وقنوات فضائية جندتها الشركات الاستثمارية والدول التي تعتمد دخولاتها المالية علي السياحة .تبقي الطائف بكل معايير التفوق والنجاح مدينة تحوي كل مقومات التربع علي عرش المدن السياحية وهي بكل فخر عاصمة الاصطياف ولاتحتاج الي ملصقات دعائية فهي عالقة في الأذهان وتاريخها مرتبط ب(أم القرى) وبناء الكعبة المشرفة وما جاء علي لسان إبراهيم عليه السلام ( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم) والأرض الزراعية ذات الماء والبهاء ليست ببعيدة وهي كما يقول بعض المؤرخين إن الطائف هي هدية من خالق الأرض والسماء لخليل الرحمن وذريته مكافأة لامتثاله لأمر الله عز وجل وانها قطعة ارض مما ألفها إبراهيم وطافت بها الملائكة حتى وصلت الى هذا المقر ولتكون مما ألفه إبراهيم عليه السلام. وهي الأرض التي احتضنت المصطفي عليه السلام في ربوع بني سعد وحضن مرضعته حليمة السعدية وسنوات طفولته الخمس بين أقرانه في السن من أبناء القبيلة والذين شهدوا بعضا من أحداث فتح صدره عليه الصلاة والسلام ولم تطل فترة غيابه عن الطائف ورباها حتى عاد الى سوق عكاظ يدعو الناس إلى تقوى الله عز وجل والخوف منه ثم جاء ما يجعل الطائف أكثر أهمية وأعمق أثرا في التاريخ الإسلامي إلا وهو رحلة الرسول بعد النبوة إلى الطائف وما ورد من قصص حول هذا الموضوع هذا سنام العلاقة الوجدانية والروحية والقيادات التي صنعت لنفسها مكانة في نفوس البشر وذاك ما ورد في قوله تعالى( وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) ويقصد كما يقول المفسرون بالقريتن مكةالمكرمةوالطائف.وهي دار حبر الأمة عبدالله بن العباس رضي الله عنهما أما في الجانب الجغرافي فهي تقع علي ملتقي الطرق المؤدية من والي مكة قبلة الحجيج اذ قال الله عز وجل لإبراهيم عليه السلام(وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالآ وعلى كل ضامر يأتينا من كل فج عميق ). وهذا الموقع المتميز جعل مكانتها الحضارية والثقافية هامة تاريخية يفتخر بها كل من نشاء وعاش فيها وهي حصن منيع للفكر المتألق ومصدر الهام للذوق الرفيع ومضمار سبق للفصيح من القول وما سوق عكاظ إلا واحدا من منابر الإبداع التي لاذت بحمى كيان منيع يفرد لمن شرف بالقدوم إليه فصلا من فصول بناء الفكر الإنساني ويكتبه بمداد من ثمين التبر وما معلقات عمالقة الشعر إلا من مخرجات مدينة قادرة علي المتميز من الإبداع الفكري ونحن أمام منتج عالمي لمؤسسة عالمية ومنبر إشعاع تتميز به يكاد يكون في كل عام صنو المنافسة علي اختيار عشر معلقات تشرف بان تكون علي صدر بيت بناه أبو الأنبياء بامر من رب الارض والسماء. ويسهم أمير الكلمة المبدعة والفكر المتآلق في جني ثمارجهد شباب هم للامة سواعد تشيد وعقول تفيد وطموح يزيد يأتي أمير الشعر ليدشن قصيدة الوطن في عقد ثمين من أبناءه يتوشحون العلم والمعرفة مزودين بإيمانهم بدينهم الحنيف وحبهم العميق لوطنهم الذي لا يضاهيه حب وولائهم لقيادتهم والتحامهم بها يأتي أمير الذوق الرفيع ليجد مدينة مئة مليون وردة تهدي العالم من عبق ريحها الزاكي ودهنه الذاكي الذي لا يضاهيه ما يقتنيه الأثرياء والكبراء وتحدياته علي المستوي العالمي تحتاج 1-أن يتبنى أميرنا المحبوب إنشاء مركز أبحاث للورد . 2-وأخر لعنب مدينة كان لعمرو بن العاص مزارع تخلب أنظار من رآها . 3-وفي الطائف اول مستشفي للأمراض الصدرية لو تبنت الجامعة مركز أبحاث يتبع كلياتها الطبية. 4-وآخر يتبع لأقسام التربية وعلم النفس يستفيد من أول مستشفي بني للأمراض النفسية0 5-ومعهد جامعي للسياحة المتطورة وأساليبها واستثماراتها . وتبقي الطائف بتربعها علي عرش القلوب قبل جبال السروات جوهرة المصايف درة تنافس الشمس والقمر ببهائها ورونقها يتردد صدي ترحيبها بضيوفها سيمفونية تشنف الأسماع يشتاق لملاقاتها من همست نسائم صباحها في شغاف قلبه وداعبت جبالها ووهادها محاجر عينه وهي فاكهة المدائن بأهلها الذين وفدوا إلي الرسول صلي الله عليه وسلم واسلموا لله طائعين عن رضا وقناعة. والطائف مدينة الفصول الأربعة لمن يعشق التنوع المناخي وتغيير أوراق الشجر وموسم الأمطار وجريان السيول والأجمل هو فترة أزهار أشجار الفاكهة ذات الألوان البديعة الخلابة هلموا جميعا لصنع سياحة متجددة تليق بهذا البلد وأهله ونبني بالفكر والجهد والمال مصايف تستوعبنا وتسعدنا جميعا ألا يستحق هذا الوطن ان نضحي من اجله ونتنافس في بنائه ونعلي شأنه بين الاوطان فوطن لايبني بسواعد أبنائه لن تحملهم أرضه ولن تظلهم سماؤه . دكتور/ فهد بن ابراهيم الحارثي