لم أسمع في مجتمعي الذي أعيشه أن أبا أو أما زوجت ابنتها أو ابنها في سن الطفولة أو تحت سن الزواج الطبيعي ولكني شهدت عقودا كثر أبطالها في سن السادسة عشر وأقل قليلا وأكثر وكتب لها النجاح .. والحياة المطمئنة .. بينما شاهدنا بعض الجهات الإعلامية وهيئة حقوق الإنسان تطالب بتحديد سن الزواج .. بالمقابل كم اشعر بالخجل عندما أسمع أو أقرأ في وسائل إعلامنا المختلفة أن رجلا يفوق عمره التسعين عاما ويتزوج بمراهقة لا يتجاوز عمرها الخامسة عشر ربيعا . يبقى ذلك عمل لا إنساني أبدا ولا يقتصر ذلك بالحرام والحلال فقط بل حتى لا تقبله الفطرة .... يعني لا مانع من زواجك يا ( جد ) لكن يفترض ترتبط ب امرأة تناسب وضعك المعيشي .. وعموما لا يمكن لرجل كامل الأهلية أن يزوج ابنته بعمر صغير جدا أقصد تحت الرابعة عشر لرجل يعادل سنها ثلاث إلى أربع مرات مهما كانت المبررات إلا إن شاهد فيها أنها تحمل من القوة والعقل والرجاحة وحسن التصرف ما يجعله يقحمها للارتباط برجل ومصاحبته باقي حياتها بما يضمن لها نجاح الحياة الزوجية واستمرارها وهذا بالعموم يرجع لولي الأمر فهو مقياس ذلك . ثم إن أردنا أن ندلف إلى الحديث حول مشروعية زواج القاصرات وحكمها في شريعة محمد عليه الصلاة والسلام فلا يمكن لإنسان درس علوم الشريعة كاملة أن ينكر حكمها كون هذا الأمر محسوم فعلا وقولا وذلك من خلال سيرة رسول الهدى وهذا مذكور أيضا ولا جدال فيه في أصح كتب الحديث ( البخاري ) ولا يمكن الجرح أو التعديل عليه إلا إن كان من الناس من يشكك في صحيح البخاري فلهذا ومثله نحتاج إلى إعادة النظر . ولن أبث الأدلة في ذلك وسأترك ذلك لعلماء الشريعة المخولين لسرد الأدلة وتفسيرها . ثم لا تغيروا شرع الله، فلو كان من الأفضل التحديد لحدده الإسلام قبلكم ، والأفضل إبقاءه مفتوحاً مع دراسة الأمر وطرح حلول غير هذا الحل . والفتاة في هذا العصر على دراية بكل الأمور التي تخص عالم الحياة الزوجية فقد تجدها في العاشرة من العمر وتعرف أسرار العلاقات الزوجية وغيره مما يجعلها تتفجر لهيبا للحصول على فارس الأحلام بأسرع وقت ممكن فربما تتجه إلى الطريق المظلم بدلا من أن ننير لها طريقا يضمن نجاح حياتها منذ سن مبكرة .. .. أما إن سألتموني عن رأيي الشخصي فتحديد الزواج بعمر معين فيه ظلم وتعدي وربما لن يحقق نجاحا لهذه القضية بل قد يفتح علينا أبوابا لا نستطيع إغلاقها وعليه فاني انصح بترك الزواج على ما سار عليه أسلافنا من الرسل وأتباعهم وعدم العبث في سنن الدين وإتباع أصحاب الهوى ودعاة الحريات المزعومة ويترك الأمر لولي الأمر فلن أكن مع الحقوقيون ولا مع من قالوا بفتح المجال على مصراعيه .. حيث أن الزواج مبني على المودة والرحمة والطمأنينة والسكن ولا يمكن ذلك قبل بلوغ الفتاة سن الرشد ، وبزواجك من صغيرة غير راشدة لا يتحقق ذلك وقد يختلف ذلك باختلاف الحياة .وأن تحديد سن معينة للزواج أمر غير مقبول عقليا أو شرعيا، وذلك لاختلاف سن البلوغ من فتاة لأخرى . ولعلي أشور عليكم بأمور لعلها تكون العلاج الناجع لهذه القضية : - تفعيل وزيادة التوعية وإرشاد الآباء وكذلك الأمهات بضرورة مخافة الله في أبنائهم وزرع القيم الإسلامية في نفوسهم فيما يخص المسؤولية واختيار السن الأنسب لتزويج الأبناء بحيث لا ضرر ولا ضرار ، سيما أنه لن يكون هناك من هو أعلم بأحوال الأسرة والأبناء من الآباء والأمهات .. - إذا كان ولي الأمر) غير كفء( أو غير أهلا للرعاية فللسلطة المسئولة التدخل حينها .. - إصدار نظام للمحاكم وعاقدي الأنكحة بضرورة التثبت من عمر الزوجين قبل كتابة العقد فإن كان أحد طرفي العقد صغيرا يمتنع عن تحرير العقد وتوثيقه ويحول الأمر إلى القضاء للبحث في هذه الزيجة من جميع الجوانب .. فإما يقرها القاضي .. أو يبين أسباب عدم قبولها .. - تعالج الأضرار والمفاسد جراء الزواج المبكر - إن كان هناك – بطرق شرعية بعيدا عن العواطف والنداءات بالحقوق ... الخ والتي قد تكون أعظم وأكبر ضررا على المجتمع من ذي قبل . وبالعموم يفضل أن تدرس القضية بجميع جوانبها الدينية والاجتماعية والنفسية وان تبحث عينات من تلك الزيجات وتقارن مع الزيجات الطبيعية ، ويكون ذلك بكل حيادية وتجرد وبعد عن التقليد والتغريب فمن المؤكد سيكون نجاح تلك الزيجات المرفوضة ينافس نجاح الزيجات المطلوبة فان ديننا وعاداتنا وتقاليدنا بيئة صالحة لزواج الفتاة في سن مبكرة والأمثلة كثير . وشرعنا حض على التبكير بالزواج والتماس العفاف .