تفكك الأسرة أكترونيا ظلت الأسرة السعودية زمنا طويلا تعيش في كنف المحافظة والخصوصية تتميز بتماسكها القوي *الذي لا يسمح لأي عنصر خارجي باختراق جوها العائلي فالأب هو صانع القرار ومصدر القوة والأم هي مستودع السر ونافورة الحنان وبين هذين القطبين يعيش الأبناء وفق تلك المعطيات مما يشي بحياة أسرية رائعة 0 أما الأن وقد تفشت في منازلنا وسائل الاتصال الإلكترونية الحديثة كالفيس بوك وأخواته فعلى الرغم من أهميتها في حياتنا وما تحمله من سمات إيجابية إلا أن *الأسرة أصبحت مخترقة من جوانب عدة حيث تجلس الأسرة الآن في غرفة واحدة لا تحوى سوى *كومة أجساد فيما عدا ذلك فإن تلك الأسرة التي يلفها مكان واحد ويغلق عليها باب محكم تعيش في عوالم مختلفة وتسبح في فضاءات بعيدة* يحتضن الأب ابنه أو ابنته بين يديه لا يعلم أنه يحضن جسدا خاويا ذاك لأن فلذة كبده يتيه ذهنيا وفكريا في متاهات لا يدرك أبعادها ولا يتكهن بما تقوده إليه* إن هذا الأختراق للأسرة له مخاوفه المشروعة وربما تتجلى في ثلاثة أبعاد* أولا :البعد الديني إذ لا نعرف في *بلادنا ولله الحمد إلا الدين الإسلامي وحين يلتقي أبناؤنا أكترونيا *مع شرائح اجتماعية أخرى تمارس طقوسا دينية لا نعرفها فربما يتسلل إلى أذهانهم شيئ من التأثر خصوصا لدى فئة لم تحظ بالتحصين الديني اللازم ثانيا: البعد الأخلاقي وهذا لا يحتاج إلى كثير من الذكاء فمن البديهي أن هذه الوسائل تربة خصبة للعلاقات المحرمة وكثيرا ما تؤدي إلى هدم أسوار المبادئ الأخلاقية* ثالثا:البعد الاجتماعي *وحين نسلم بأن لكل مجتمع خصوصيته التي تنبع من مبادئه وعاداته وتقاليده ندرك بأن الإسراف في التعايش مع مجتمعات أجنبية والدخول في علاقات افتراضية وتواصل تفاعلي يدوم طويلا. إنما هو*معول هدم لكثير من مبادئ المجتمع لدى فئة اجتماعية تعيش افتراضيا أكثر مما تعيش واقعيا* ونحن إذ نعرض لحدود المشكلة وأبعاد القضية لنشعر أننا بحاجة ماسة إلى مسحة علاج أو جرعة وقاية نحمى بها مستقبل مجتمعنا ولا يتأتى ذلك إلا من خلال تأهيل مخلص *لنشء غض حتى يواجه سيل التحديات التي تهدد ثوابته وتسطو على هويته . قليل الثبيتي* نائب رئيس مجلس إدارة نادي الطائف الأدبي *