هل الطائف طاردة للإبداع .. !! يتفق كثير من النقاد على أن الشاعر محمد عواض الثبيتي هو رائد الشعر الحديث في المملكة العربية السعودية كما أنه يقف شعرياً في مصاف كبار شعراء العالم العربي ولكن المفارقة التي تدعو إلى التفكير أن الطائف وهي مسقط رأس الشاعر تنكرت له ثقافياً بمعنى أن صغار شعراء الشعر الشعبي لهم من الذكر والاهتمام والتلقي في الطائف فضلاً عن كبارهم أكثر مما لهذا المبدع ولعل السبب يرجع إلى أن شعر محمد الثبيتي هو شعر النخبة المثقفة وليس شعر العامة . من هنا نجد أن شاعرنا يذيع صيته ويحتفى به في أنحاء متفرقة من بلادنا وربما خارجها أكثر مما يحظى به في مدينته . ولعل ما قام به نادي حائل الأدبي من طباعة لأعمال الشاعر الكاملة مؤشر على ما أذهب إليه . ما حدث للثبيتي سابقاً وما يحدث لإرثه الشعري الآن ما هو إلا حالة من حالات كثيرة تجلت فيها الطائف بيئة طاردة للإبداع متخلية عن أبنائها المبدعين . كثير من أبناء الطائف استمطرت إبداعهم مدن أخرى واستحلبت عطاءاتهم عوالم شتى والأمثلة على ذلك كثيرة ومؤلمة في ذات الوقت لن أقول أن أولهم الشاعر الكبير حسين سرحان ولكن سأبوح بأن أخرهم أخي وصديقي الدكتور محمد عثمان الثبيتي . ومن هنا تأتي فكرة جائزة سنوية باسم ( سيد البيد ) نوعاً من المصالحة مع مآثر هذا الشاعر الكبير وتاريخه الحافل وإنجازاته الخلاقة ونوعاً من الاعتذار عن زمن كان يكرم فيه الشاعر خارجياً ويتجاهل بين أهله وذويه ولعل هذه الفكرة الرائدة إذ تأتي من أول رئيس لمجلس إدارة نادي الطائف الأدبي المنتخب الأستاذ عطا الله الجعيد ويتم إقرارها في أول اجتماع لهذا المجلس لتنبئ بأن الطائف مقبله من خلال أبنائها الشباب على تحولات فكرية وثقافية أولى بوادرها تكمن في احتضان الإبداع والمبدعين ورعايتهم بدلاً من التخلي عنهم لبيئات أخرى أكثر جاذبيه . لذا يتوجب على المسؤولين في محافظة الطائف العمل على العناية بسبل احتضان الإبداع وتبني المبدعين في شتى المجالات وليس في مجال الثقافة والأدب فحسب . لأن هذه الفئة هي التي سوف تصنع مجد الطائف وتكتب تاريخه بأقلام من نور إن شاء الله . قليل محمد الثبيتي نائب رئيس مجلس إدارة نادي الطائف الأدبي