سبحان مغير الأحوال كانت السياحة الداخلية في بلادنا إلي زمن قريب ملاذ المواطن الفقير أو حتى متوسط الدخل الذي يعد نفسه ويدخر في تقتير الشيء القليل طوال العام ليحقق رغبة أسرته بجولة سياحية في بعض مناطق هذا الوطن إلا انه في الوقت الحالي تلاشت تلك الأماني وتحول الحال وأن لم أبالغ إلي المستحيل فسياحتنا الداخلية انقلبت رأس على عقب ولم يعد لأحلام أولائك البسطاء مكان بها تحولت أو هناك من حول تلك السياحة وقصرها على الميسورين من أبناء الوطن ومن هم على شاكلتهم من بعض أبناء الخليج فالغلاء الفاحش الذي كسر مجاديف الحالمين من محدودي الدخل بالسياحة الداخلية طال حتى ظلال الأشجار التي أصبحت تؤجر على من يتعذر عليه إيجاد السكن وهذا ما حدث في شفاء الطائف هذا الغلاء أصبح وباء خطير أفرغته أنفس تجارنا الأعزاء في طمع وجشع بثراء لا ينتهي وكل هذا على مراء ومسمع من هيئة سياحتنا الموقرة التي تفرغت ( للهرطقة ) بشعاراتها التي تدعو للسياحة الداخلية في حين أغفلت أدوارها المُناطة بها وللحقيقة المرة طعم آخر لا يقل مرارةً فمنذ أن أنشئت هذه الهيئة في عام 1421ه والمواطن المسكين يعيش بين مطرقة المستثمرين في مرافق السياحة وبين سندانها تكلفة السياحة الخارجية مقارنة بالداخلية أصبحت أقل بكثير وربما تحولت إلي وجهة المحرومين من الاصطياف في الطائف وعسير وما يتبعها من مناطق سياحية شخصيا لا استبعد أن تسن هيئة السياحة في القادم من الأيام نظام سياحي جديد ينص على حرمان من لا يملك رصيد بنكي مجزي من السياحة الداخلية وقصر ذلك على من يمتلكون أرصدة من المال والوجاهة فقط 0 هنا أقول لهيئة السياحة العامة ومسئوليها تناشدون أو تنادون للسياحة الداخلية ولكنكم نسيتم أو أنكم تحاولون نسيان المثل العربي ( الشق أكبر من الرقعة )