صحفنا المطبوعة..ولا تسوى ريالين كتبت مقالا يتحدث عن بعض تجاوزات الموظفين في بعض أجهزتنا الحكومية، وذيلت المقال بمقطع صغير يقارن التغافل الإعلامي عن أمثال هذا التقصير وما يقابله من التحامل و التواطئ و التربص من بعض الإعلاميين – المؤدلجين خاصة– بزلاّت الهيئة و منسوبيها إن حصلت؛ و إن لم تحصل هذه الزلات فالمأدلجون – في الغالب– لا يطيقون انتظارا، فيلجأون الى الاختلاق و الافتراء و التلفيق و التأويل ... صحيفة مطبوعة أرسلت المقال الى احد صحفنا المطبوعة العريقة (والعراقة طابع تتسم به صحافتنا المطبوعة في شتى خصائصها، لا سيما عراقة الطواقم الإدارية الجوراسية! (نسبة الى عصر الديناصورات الجوراسي!)) ... بعد فترة، تم النشر.. طالعت المقال، فإذا مقص الرقيب قد طال السطور التي تتحدث عن الهيئة فاجتثها من جذورها، و نشر بقية المقال كأن شيئاً لم يكن!؟! لم أطق هذا الفعل المستهجن، فبادرت من فوري بالاتصال بمكتب رئيس تحرير الجريدة .. أجابني أحد الموظفين .. شرحت الملاحظة، و طلبت تبريراً .. جائني جواب المحرر بارداً بائساً سامجاً: \"والله هذا شي راجع لرئيس التحرير، كل ما ينشر يمر على رئيس التحرير و هو يشوف اللي يتوافق مع سياسة الجريدة الاعلامية ينشر، واللي ما يتوافق يحذف...\" فقدت كل رغبة في متابعة الحديث في ظل هذا الرد الممجوج، و أنهيت المكالمة. إشتريت الجريدة بريالين ببساطة، لم تفتأ عبارة \"سياسة الجريدة الإعلامية\" تتقافز في ذهني مثيرة علامات استفهام محاطة بعلامات تعجب.. قررت الذهاب في اليوم التالي لشراء الجريدة و تقليب صفحاتها علّي أجد ما يهدئ روع علامات الاستفهام فيما يتعلق ب\" سياسة الجريدة الإعلامية \"... وصل بي التقليب الى صفحة الرأي، فوجدت فيها ست مقالات لكتاب نشرت صورهم بجوار مقالاتهم. أربعة من الكتاب كانوا ملتحين، واثنان أحدهما بشارب، والآخر لو هبطت ذبابة على أطلال شاربه لانزلقت!! طبعا المظهر لا يغني عن المخبر، ولكن... جريدة ما تسوى ريالين ... ولكن المثير للاهتمام هو مواضيع المقالات الستة. تحدث مقال\" أبو شنب\" عن ما سماه ب\"المد الصحوي\" واصفا التيار الإسلامي بالتيار المتخلف، الأحمق، و متغزلا متطربا بالحادي عشر من سبتمبر لما جلبه ذالك اليوم من \"مكاسب\" –على حد زعمه – على الإعلام السعودي، و المجتمع السعودي، و المرأة السعودية!!! أما مقال \"أبو ذبابة\" فكان هجوما سافرا و قحا، مبتذلا قذرا، مقززا مشينا، على شيخنا محمد العريفي، وصرح ذلك الوقح باسم الشيخ و لم يلمح؛ ثم لم يتوانى عن الدخول في النيات و تأويل الكلمات و قذف التهمات؛ ثم تهاوى الى اتهام كل رجال الدين بأنهم طلاب شهرة، أضحوا ينافسون الفنّانَات؛ و جزمَ – ليته جُزِمَ – بأن جعبهم خاوية من الرسالة التي يتشدقون بها!!! أما مقالات الملتحين... أنتقلت بعد هذا الى مقالات \"الملتحين\"، فوجدت أحدها يتحدث عن النقد اللغوي، وتحدث مقال آخر عن إنشاء موقع الكتروني للعلوم، والثالث تحدث عن التلقين في مدارسنا و مناهجنا، و الرابع تحدث عن تخلفنا الحضاري!!! فصامٌ إعلامي سبحان الله، في صفحة واحدة، أربع مقالات \"لملتحين\" لم يعنى واحد منها بالصراع الفكري القائم في المملكة!! أيعقل أن رئيس التحرير لم يصله مقال واحد من الإسلاميين يرد، أو يفند، أو يوجه اتهاما أو نقدا لليبراليين؟!!! ياألله، ألم تهتز شعرة واحدة في رأس \"سياسة الجريدة الإعلامية\" لحذف ترهات الأحمق الذي يترنم جذلا بالحادي عشر من سبتمبر مع كل ما جره ذلك الحدث من ويلات و حسرات و نكبات على الإسلام و المسلمين في شتى أصقاع الأرض؛ وكل ما جره ذلك الحدث من ترصد وقح، و تطاول مستفز، و تدخل سافر في شؤون الوطن و ثوابته و عقيدته؟؟! يا ألله، ألم يندى جبينُ حياءِ \"سياسة الجريدة الإعلامية\" من هذا الهجوم السافر والبهتان الفاضح و قلة الأدب المطبقة والوقوع في عرض الشيخ الجليل؟؟! ولكن \"سياسة الجريدة الإعلامية\" هبت منتفضة، ومقص رئيس التحرير اهتز فزعا ليُقطِّع أوصال سطور قليلة تنتصر للهيئة؟!؟! ختامها زفت وحتى تكتمل صورة \"سياسة الجريدة الإعلامية\" المفعله بمقص رئيس التحرير الانتقائي، فقد اختير للصفحة الأخيرة مقال قذر مأفون تجرأ بالهجوم على مقام الشيخ الجليل عبد الرحمن البراك... المأمول من \"صناع الكوابيس\" المأمول من صحفنا المطبوعة – وهي هي في المهنية و المصداقية و الحيادية (حيادية خرطي!) – إظهار مقدار أعلى من الشفافية، و نشر تصريح أو بيان يوضح \"سياسة الجريدة الإعلامية\" على غرار البيان التالي: \"يمنع منعا باتا نشر أي مقال يتعاطف مع الهيئة أو يجرؤ على ذكر إيجابياتها، ونحذر كل من تسول له نفسه المساس أو التطاول أو التآمر على الفكر الليبرالي المقدس بأن مقص رئيس التحرير سيكون له بالمرصاد، وعاش (نتشه)\". سعد العواد