أضعف حجة سمعتها للدفاع عن تكلفة قطار المشاعر المقدسة والتورية على قيمتها الباهظة هي أنه سوف يسهم في توفير آلاف فرص العمل للمواطنين السعوديين، وهذا صحيح في حالة واحدة هي إذا كان القطار سيستخدم بعد انتهاء موسم الحج في تسيير رحلات خالية من الركاب إلى منى ومزدلفة وجبل عرفة!! هذا إذا افترضنا أصلا أن فرص العمل فيه ستكون للسعوديين، وليس لجيش من العمالة الآسيوية التي ستعمل على صيانته وتنظيفه وتشحيم عرباته!! وحتى لو كان المشروع سيوفر فرص عمل هائلة، فإن ذلك لا علاقة له البتة بنقاشنا حول التكلفة الباهظة المعلنة له، فنحن لا نناقش حجم المشروع وإنما تكلفته، وسواء نفذ بتكلفة معقولة تتناسب مع حجمه مقارنة بتكاليف مشاريع أخرى أكثر تطورا وأكبر حجما وأقل تكلفة، أو نفذ بتكلفته الباهظة الحالية، فإنه سيوفر نفس فرص العمل.. فالسيارة التي تنقل خمسة ركاب لن تتغير سعتها بتغير ثمنها!! مشكلة بعض الكتاب أنه يظن أن المجتمع ما زال يعيش في قرية منقطعة، وأن القطار الوحيد الذي يعرفه الناس هو قطار مدينة الملاهي الخردة الذي يضمن للناس إثارتهم ولا يضمن سلامتهم!!