ما من شك أن مشروع قطار المشاعر من أهم المشروعات الحيوية والحديثة التي أنشأتها الدولة لخدمة ضيوف الرحمن، وقد تم تشغيل المشروع في موسم حج العام المنصرم 1431ه وأثبت نجاحه وفاعليته، وبالرغم من كونه في سنته الأولى التجريبية إلا أن جميع الحجاج الذين استفادوا من خدماته، أشادوا بما قدمه لهم في حج العام الماضي، مع أن نسبة التشغيل للمشروع في حج العام الماضي لم تتجاوز ثلاثين بالمائة كمرحلة أولى، وسوف يتم بمشيئة الله رفع نسبة التشغيل في حج هذا العام إلى حوالي سبعين بالمائة حسب ما تم إعلانه، وإلى ذلك الحين ماذا يمكن أن يفعله المسؤولون عن المشروع كي نستفيد من خدمات قطار المشاعر؟ قد يبدو السؤال غريبا.. ولكن دعوني أزج للمسؤولين بضاعتي المقترحة، فإن كانت صائبة فالحمد لله وإن كانت غير صائبة فلي أجر المجتهد.. كلنا نعلم التكاليف الباهظة التي دفعت من أجل المشروع، ونعلم أيضا بأن أي مشروع له صبغة الطبيعة الديناميكية يجب أن يكون دائما متحرك، وإلا فسوف يتعرض للتصلب والتلف مع مرور الزمن، وبالتالي يدخل المشروع في دهاليز الصيانة المبكرة والتكاليف المتواصلة بسبب التوقف عن العمل، هذا جانب، والجانب الآخر أن تجربة تشغيل المشروع في حج العام الماضي، قد شابها بعضا من الملاحظات الفنية البسيطة جراء إلتماسات كهربائية حدثت لبعض عربات القطار نتيجة لعدم تشغيله مسبقا بالقدر الكافي، ومن أجل هذا وذاك.. فإن تشغيل القطار على مدار العام سيعود علينا بأكثر من منفعة، وسيوفر علينا كثيرا من مصاريف الصيانة، بل وسيجنبنا سرعة انتهاء العمر الافتراضي للقطار.. ما أود الوصول إليه هو: لماذا لا يتم تشغيل مشروع القطار في موسم العمرة ؟! وكما نعلم بأن بلادنا تستقبل سنويا من المعتمرين ما يعادل أضعاف مضاعفة من عدد الحجاج، وقد يكون أغلب هؤلاء المعتمرين جدد ولم يسبق لهم القدوم للمملكة لأداء فريضة الحج، وبالتالي فإن تسيير القطار على شكل رحلات متتالية حسب تفويج المعتمرين، سيتيح للمعتمرين التعرف على مواقع وطبيعة ومسالك الأماكن المقدسة التي يتواجد فيها الحاج ويلزمه المرور بها أو المبيت أو الوقوف، مثل الجمرات ومنى ومزدلفة وعرفات، وهذه المواقع الأربعة هي التي تتواجد فيها محطات لقطار، وبإمكان المعتمر أن يمتطي القطار إلى كل محطة ومن ثم يتوقف فيها ويقضي بها بعضا من الوقت، بهذه الطريقة نكون قد حققنا هدفا آخر يضاف إلى ما سبق تحديده، وهو تثقيف المعتمرين مسبقا على مناسك الحج، وإتاحة الفرصة لهم بالتعرف على تلك المواقع بعيدا عن زحمة الحج، هذا فضلا عما سيحصل عليه المشروع من عائد مادي يمكن الاستفادة منه في أعمال الصيانة والتحديث والتطوير، أرجو من المسؤولين عن المشروع النظر في هذا الاقتراح ودراسته بتمعن وبالله التوفيق. [email protected]