أوضح نائب رئيس هيئة الصحفيين السعوديين، رئيس تحرير صحيفة «عكاظ»، الدكتور هاشم عبده هاشم، أن الهيئة انتهت من لائحة خاصة بتنظيم العمل الإعلامي وآلية تعامل جميع المنتسبين لهذا المجال. وقال هاشم، في محاضرة ألقاها مساء أمس الأحد في جامعة تبوك بعنوان «تحديات الصحافة السعودية»، إن اللائحة سوف تصدر قريباً، بعد موافقة الجهات المختصة. وتحدث هاشم في المحاضرة عن الصحافة السعودية، والتحديات التي تواجهها، متوقعاً انقراض الصحافة الورقية أمام الإلكترونية، وقال إن ذلك «مسألة وقت». كما أشار إلى أنه يدعم الصحف المناطقية الجديدة، ولو كان الأمر بيده لأمر بافتتاح صحف أخرى في كل المناطق، ومنها تبوك، متى ما توفر الجانب المادي والشروط الخاصة بها. وذكر إن هناك ستة تحديات تواجه الصحافة، منها المهنية والاقتصادية والإلكترونية والرقابة، مؤكداً أن الإعلان يعد عصب الحياة للصحافة المحلية. وقال: كثير من رجال الأعمال والمستثمرين أعضاء في مؤسسات صحفية، ولذلك فإن الصحيفة تجد حرجاً في أداء وظيفتها كرسالة ومهنة، وتقع في حرج أيضاً أمام التاجر الممول للصحيفة بالإعلان إذا نشرت ما يزعجه، لأنها قد تفقد هذا النوع من العملاء. وقال إن ارتفاع تكلفة التشغيل للصحف المطبوعة من أهم التحديات، لاسيما بعد أن سيطرت وسائل التواصل الاجتماعي على اهتمامات الشباب، ولم يعد هناك من يبحثون عن الورقية، إلا إذا نشرت موضوعاً يهمهم بصورة شخصية مباشرة، ما ساهم في التأثير سلباً على التوزيع، موضحاً أن على الصحف أن تجوِّد مضمونها، وتستقطب عناصر مميزة، وكتَّاباً أقوياء، مع توفير بيئة تنظيمية داخلية محكمة، وعليها العمل على الطباعة في المناطق البعيدة عن مكان صدورها لتضمن تقديم الجديد للقارئ لآخر لحظة. وبين أن زيادة الإنفاق وتراجع أرقام التوزيع، يوضح مدى صعوبة التحديات التي تهدد مستقبل الصحافة الورقية. وأشار هاشم إلى أن الصحافة المحلية تعاني حروباً بينية، سواء في تحديد أسعار الإعلان، أو قيمة الاشتراكات، أو أشكال الترويج، لتحسين أوضاعها في السوق، وأن هناك تنافساً فيما بينها يرقى لمستوى الصراع، مشيراً إلى أن بعض الصحف تبيع نسختها بربع كلفتها. وأوضح أن عملية انتشار الصحف لا تخضع لجودة المضمون بقدر ما تخضع لمكان الصدور والانتماء للمنطقة. كما تطرق إلى التحدي الإلكتروني في الصحافة، وقال: تحول كثير من القراء إلى الصحافة الإلكترونية، لعدة أسباب منها تمتع الصحافة الإلكترونية بسقف أعلى من الحرية، وسهولة الاطلاع عليها، وسرعة نقل المعلومة، كما أن توفير فرصة الحوار المباشر والفوري بين المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي وتعزيز الأواصر ساهم في ابتعاد كثير من القراء عن الصحافة الورقية، التي لن تتمكن من توفير هذه الخدمة، مشدداً على أن لا مخرج من هذا الوضع إلا بدراسات علمية تهيئ فرص الانتقال التدريجي من الصحافة المطبوعة إلى الإلكترونية. واختتم حديثه بقوله: ثقة المعلن حتى الآن في المطبوعة في تزايد، رغم تراجع معدلات التوزيع، وإن التحدي الحقيقي يتمثل في كيفية التوفيق بينهما، وأمام المطبوعة فرصة لتحقق معادلة قد تكون صعبة، وهي أن تعيش مدى زمنياً لا يتجاوز 15 إلى 20 سنة، كحد أقصى، مشيراً إلى أن صحافة المستقبل هي الإلكترونية.