قد تطغى زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون التاريخية إلى منطقة حرب قديمة أغلب سكانها من التاميل في شمال سريلانكا أدمتها المعارك في نهاية النزاع عام 2009 على قمة لرابطة الكومنولث انطلقت أمس الجمعة في البلاد. وتشكل القمة فرصة للبلد لإظهار تجدده الاقتصادي منذ قمع تمرد التاميل عام 2009، فقد سجلت البلاد نسبة نمو سنوية بلغت 8.2% فيما زار أكثر من مليون سائح الجزيرة في العام الفائت في رقم قياسي. لكن حملة العلاقات العامة التي يجريها السياسيون السريلانكيون بدأت تتحول إلى كارثة مع رفضهم أي تحقيق دولي حول نهاية النزاع مع التاميل في 2009. وحاول الرئيس السريلانكي، ماهيندا رجاباكسي، الرد على الاتهامات معتبراً أن الكومنولث ينبغي أن لا تتحول إلى منظمة للحكم على أعضائها. وفي خطاب قبيل افتتاح الأمير تشارلز الرسمي للقمة، قال رجاباكسي «إذا كانت الكومنولث تريد أن تبقى مفيدة لأعضائها فعليها الاستجابة لحاجات الشعوب وأن لا تتحول إلى منظمة تعاقب وتحاكم الدول الأعضاء». كما حذر من محاولة أي دولة «فرض جدول أعمال ثنائي في إطار المنظمة». وكان رئيس الوزراء الكندي، ستيفن هاربر، الأول الذي يعلن مقاطعة القمة معتبراً أن «عدم التحرك أمام الانتهاكات الخطيرة لحقوق الفرد غير مقبول». وتلاه نظيره من جزر موريشيوس، فيما رفض نظيره الهندي منموهان سينغ زيارة كولومبو مفضلاً مراعاة الأقلية التاميل في الهند مع اقتراب الانتخابات التشريعية عام 2014. وقضت الحكومة السريلانكية عام 2009 على الحركة الانفصالية للأقلية التاميل في شمال البلاد، وأفادت الأممالمتحدة عن مقتل 10 آلاف مدني على الأقل في الهجوم النهائي للجيش السريلانكي الذي قضى على الحركة. وأكدت منظمات غير حكومية أن الجيش قتل 40 ألف مدني أغلبهم من التاميل في نهاية النزاع. وبالرغم من استياء السلطات السريلانكية، توجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد ظهر أمس الجمعة إلى منطقة جافنا الشمالية ذات الأغلبية من التاميل التي أدمتها المعارك في نهاية النزاع.