-- كولومبو، بروكسيل، أوسلو – أ ب، رويترز، أ ف ب – اعلنت الحكومة السريلانكية امس، انتهاء المعارك في البلاد وقتل الزعيم المؤسس لمتمردي «جبهة نمور تحرير ايلام تاميل» فيلوبيلاي برابهاكاران. وأورد التلفزيون الحكومي ان «بمقتل برابهاكاران ومساعديه بوتو امان وسوساي، فقد تم القضاء بالكامل على قيادة النمور الإرهابيين». وكان مسؤولون عسكريون قالوا ان برابهاكاران ونائبيه سوساي قائد الجناح البحري للنمور وبوتو أمان رئيس جهاز الاستخبارات في الجبهة، قُتلوا برصاص الجيش بعد معركة استمرت ساعتين، اثر تقدمهم في سيارة جيب مصفحة في اتجاه القوات الحكومية المهاجمة. وأعقب الإعلان عن مقتل برابهاكاران، احتفالات شعبية في شوارع العاصمة كولومبو حيث ألقى متظاهرون الحجارة على السفارة البريطانية وأشعلوا النار في دمية تمثل وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند وألقوها من فوق سور المجمع. وكان ميليباند انتقد مواصلة الحكومة السريلانكية للحرب، ودعا امس الى التحقيق في «اتهامات بالغة الخطورة» عن ارتكاب طرفي النزاع جرائم حرب. وأسس برابهاكاران (54 سنة) «النمور» عام 1972 من اجل اقامة دولة مستقلة للتاميل شمال الجزيرة وشرقها، معتبراً ان الغالبية السنهالية التي تحكم البلاد منذ الاستقلال عن بريطانيا، تمارس التمييز ضد اقلية التاميل). وخلال 37 سنة، اسفر النزاع عن مقتل اكثر من 70 الف شخص. وكان برابهاكاران بمثابة «اله الشمس» بالنسبة الى مقاتليه الذين قارب عددهم 20 ألفاً وسيطروا عام 2006 على ثلث البلاد البالغة مساحتها 65 الف كيلومتر مربع. وبث التلفزيون الرسمي للمرة الأولى صوراً لجثة تشارلز انتوني ابن برابهاكاران وخليفته المحتمل. وكان تشارلز انتوني (24 سنة) قُتل مع ثلاثة من قادة المتمردين هم زعيم الجناح السياسي بالاسينغهام ناديسان ورئيس سكرتارية السلام في الجبهة سيفاراتنام بوليديفان والقائد الميداني اس راميش. وأعلن الجيش ان قواته الخاصة تواجه فلول المتمردين الذين يقاتلون من خنادق تحيط بها ألغام وعبوات ناسفة وحُفرت في أرض رملية تقل مساحتها عن نصف كيلومتر مربع، على ساحل سريلانكا المطل على المحيط الهندي. وقال قائد الجيش السريلانكي الجنرال سارات فونسيكا: «توقفت كل العمليات العسكرية بعد السيطرة على آخر جيب حيث عثر على جثث 250 إرهابياً. حُررت البلاد بكاملها من الإرهاب». ودعا الرئيس السريلانكي ماهيندا راجاباكسا البرلمان الى الانعقاد، وسيفتتح جلسة له اليوم بخطاب يُرجح ان يعلن خلاله انتهاء الحرب. في اوسلو، اعتبر الوسيط النروجي السابق اريك سولهين ان «السلام لا يزال بعيداً» في سريلانكا، على رغم اقرار المتمردين بهزيمتهم العسكرية. وقال سولهين وهو وزير المساعدة للتنمية: «قبل ان يستتب السلام، على السلطات السريلانكية ان تكون سخية حيال التاميل، عبر منحهم الحكم الذاتي وبناء دولة تضم الجميع. لذلك فإن النزاع لم يُحل حتى لو ان معركة ربحت». وفي بروكسيل، دعا الاتحاد الأوروبي الى إجراء «تحقيق مستقل» في مزاعم حول «انتهاكات» حقوق الإنسان في سريلانكا و»تقديم المسؤولين عن ذلك أمام العدالة».